الدكـــروري يكتب: الصلاة العظيمة المشهودة

 

إن الحمد لله الخافض الرافع نحمده أن أنزل القرآن على الناس يتلى وأذهب به عن الأرواح المواجع، يا ربنا لك الحمد على كل حال وواقع، اللهم إنا نشهدك على أنفسنا بأننا نشهد بأنك أنت الله رب كل شيء ورب العرش العظيم، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، محمد عبدك ورسولك، اللهم صل وسلم وبارك عليه واجعل له صلاتنا وديعة يا من لا تضيع عنده الودائع، وبعد عباد الله اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ثم أما بعد ها هو شهر رمضان يقترب منا، شهر تزكية النفوس وتربيتها، أعظم القربات فيه الصوم الذي إفترضه الله تعالى تحقيقا للتقوى، والتقوى حساسية في الضمير وصفاء في الشعور، وشفافية في النفس ومراقبة لله تعالى، فالصوم ينمي الشعور بالمراقبة ويزكي النفس بالطاعة، أما ثواب الصائمين فذاك أمر مردّه إلى الكريم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه. 

أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ” قال الله عز وجل كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه ” رواه البخاري ومسلم، وفي رواية عندهما ” يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ” وفي صحيح مسلم أن النبي صلي الله عليه وسلم قال ” ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر” واعلموا أن صلاة الفجر تلك الصلاة العظيمة المشهودة التي تشهدها ملائكة الليل والنهار، تلك الصلاة التي فرط فيها كثير من المسلمين اليوم، تلك الصلاة التي تئن المساجد من فقد المسلمين فيها.

إنها الإختبار الحقيقي لقوة الإيمان، وإنها المحك الرئيسي لحب الرحمن، فأين أهل الفرش والأسرة عنها؟ إنهم يغطون في نوم عميق والمنادي ينادي ” الصلاة خير من النوم ” ولسان حالهم يقول النوم خير من الصلاة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ” بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة ” رواه أبو داود، ولقد آثروا النوم على الصلاة،التي أمرهم الله بها فلم يذعنوا للأمر ولم يستيقنوا للخبر، عصوا ربهم وتمردوا عن طاعته وعبادته، واسمع يا من أحببت النوم على الصلاة، واسمع يا من آثرت الفراش الوثير على بيوت الله حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما قالا لي انطلق، وإني إنطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم على رأسه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه. 

أي يفلق رأسه، فيتدهده الحجر أي يتدحرج فيأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل في المرة الأولى ” قال قلت لهما إني رأيت الليلة عجبا، فما هذا الذي رأيت، قالا لي أما الرجل الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل ينام عن الصلاة المكتوبة ” رواه البخاري، فأين رجال التعليم وأين الآباء وأين الشباب وأين الآمهات وأين البنين والبنات، فعن هذا الحديث العظيم، فهل يستوي من يمشي في الظلم إلى المساجد ومن هو نائم وراقد، والله لا يستويان أبدا حيث يقول الله عز وجل ” فريق في الجنة وفريق في السعير ” فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما من الأجر لأتوهما ولو حبوا” متفق عليه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى