فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ..الكاتب/ محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ثم الحمد لله الملك القدوس السلام، الحمد لله الذي أعطانا كل شيء على الكمال والتمام، والحمد لله الذي رفع السماء بلا عمد ووضعها للأنام، يا ربنا لك الحمد حتى ترضى، وإذا رضيت وبعد الرضا، ونشهد بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن سيدنا محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد إن هناك مدرسة ستفتح أبوابها بعد أيام قليلة، فهل ترى نحيا فندرك هذه المدرسة ونلتحق بها؟ وإذا إلتحقنا بها هل نخرج منها مع الفائزين أو الخاسرين؟ إنها مدرسة رمضان، فهي مدرسة التقوى والقرآن وموسم الرحمة والغفران والعتق من النيران، فإنها أيام معدودة وتستقبل الأمة هذا الزائر المحبوب بفرح غامر وسرور ظاهر، فاتقوا الله عباد الله واحرصوا على النية الصالحة والعزم الجاد على الإجتهاد في طاعة الله تعالي في رمضان.
وحري بأفراد الأسرة والقرابة، والجيران وزملاء المهنة، أن يتواصوا بالحق ويتعاونوا على أعمال البر والتقوى في هذا الموسم المبارك، أسأل الله تعالى أن يمن علينا ببلوغه ويحسن عملنا فيه، ويقول أحد المغسلين للموتى وقد جيء بميت يحمله أبوه وإخوانه ودخلنا لتغسيله فبدأنا بتجريده من ملابسه، فإذا هو جثة نقلبها بأيدينا ولقد أعطاه الله بياضا ناصعا في بشرته وبينما نحن نقلب الجثة وفجأة وبدون مقدمات إنقلب لونه كأنه فحمة سوداء فتجمدت يداي وشخصت عيناي خوفا وفزعا فخرجت من مكان التغسيل وأنا خائف مذعور، فسألت أبوه ما شأن هذا الشاب فقال إنه كان لا يصلي، يقول المغسل فقلت له خذوا ميتكم فغسلوه فرفض المغسل أن يغسله ورفض الإمام أن يصلي عليه، إنا لله وإنا إليه راجعون، لا إله إلاّ الله، لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين.
فماذا يفعل به ؟ يذهب به إلى الصحراء ويحفر له حفرة ويقذف فيها ويهال عليه التراب حتى لا يؤذي المسلمين برائحته، فأي نهاية سيئة لهذا العبد، فقال الله تعالى ” ولا تصلي على أحد مات منهم أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ” ويقول تعالي ” فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ” الله الله بالصلاة أيها الشباب والرجال، الله الله بالصلاة يا إماء الله يا نساء الأمة، أوصيكم ونفسي بالمحافظة عليها، فلقد فرطتم كثيرا، وتماديتم مليا وعصيتم كثيرا ونمتم طويلا وقد حان أوان العودة إلى الله تعالى، فالأحداث اليوم لا تنبئ بخير، والواقع اليوم خطير، فإذا لم تعودوا إلى الله اليوم فمتى ستعودون، فاحرصوا على الصلاة فهي مفتاح كل خير، وهي السبيل الموصل لرضوان الله تعالى ومن تركها فقد قطع صلته بالله.
فاتقوا الله أيها المسلمون وأدوا هذه الفريضة العظيمة وفق شرع الله تعالى وفي بيوت الله عز وجل ” حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ” ولقد ضرب مثلا بموظف يحضر إلى عمله كل يوم مبكرا، ولكنه يغيب عن آخر يوم من أيام العمل، فالتمس له رئيسه العذر، وتكرر هذا الغياب حتى أصبح سمة يعرف بها ذاك الموظف، فضاق به رئيسه ذرعا، فإستدعاه وحذره من الغياب وأمهله وأمد له في المهلة ولكن الموظف تمادى في غيابه عن آخر يوم من أيام عمله فقرر الرئيس فصله من عمله، وإستدعاء الهيئة الإستشارية في العمل وعقد إجتماعا مغلقا، وتمخض عن ذلك الإجتماع بالإجماع على فصل هذا الموظف، لأن حضوره مبكرا كل يوم لم يشفع له بالغياب عن آخر يوم بلا عذر، فتم فصله من عمله.
ولله المثل الأعلى فذاك الموظف مثل عبد من عباد الله تعالي خلقه الله لطاعته ثم يتأخر أو يترك صلاة الفجر بلا عذر، فما عذرك يا من تركت صلاة الفجر، ونمت عنها وضبطت المنبه على وقت العمل، فللعمل خلقك الله تعالي ؟ أم خلقك لعبادته، فألا تستحق الطرد والإبعاد من رحمة الله، فذاك الموظف الذي يغيب عن عمله بلا عذر، لأنت أشد منه إثما وأعظم منه جرما.