أخر الأخبار

قوة الروح وطريق الهلاك بقلم الأديبة سميرة حمود

 

قوة الروح وطريق الهلاك

 

لم يكن الطريق إلى الهدوء والاستغناء عن كل شيء سهلاً.

لم يكن سهلاً أن نتخلى عن القريب الذي آذانا، أو عن الحبيب الذي جرحنا، أو عن الأصدقاء الذين كشفوا وجوههم الحقيقية وقت الشدة.

لم يكن سهلاً أن نصبح جبلًا صلبًا لا يتأثر برياح البشر، وألا يكون لنا ملجأ سوى الله، نحبه بقلوبنا لا لمظاهر، بل لإيمان عميق يجري في أرواحنا، نخافه في السر والعلن، ونجد فيه وحده الاكتفاء الحقيقي.

الثقة باتت صعبة، والانفتاح للآخرين صار ضربًا من المخاطرة، فالخذلان يترك أثرًا لا يُمحى، والجراح التي حفرتها السنوات في قلوبنا أصبحت علامات خالدة. لكن رغم الألم والخذلان، وجدنا في الله السند الذي لم يتغير، اليد التي امتدت حين انقطعت كل السبل، والصوت الذي همس في أعماقنا مطمئنًا بأن القوة ليست في الجمود، بل في الطمأنينة التي يمنحها الإيمان.

عشنا ظروفًا قاسية، امتلأت بالوجع والحزن والخسارات، سواء كانت نتيجة قرارات خاطئة أو أقدار محتومة، لكن النتيجة واحدة: ألم وحرمان.

وبعد بحث طويل عن سفينة نجاة، أدركنا أن النجاة كانت دومًا في الله، الذي احتوانا ورفعنا لنقف من جديد. أصبحنا أقوى، ولم نعد نسمح لأي أحد بأن يعكر صفو سلامنا أو أن يفتح بابًا لا يتناسب مع نقاء أرواحنا.

كل ما مررنا به نتج عنه مخاطر وأمراض مزمنة جسدية، كان سببها العامل النفسي والشعور بأن لا أحد يفهمنا. ولأن أرواحنا نقية، كان الملجأ إلى الباب الذي لا يرد، باب الله ، هو الذي طبطب علي قلوبنا وعلي ارواحنا واجسادنا فتم الشفاء بإذنه.

ان رقي الروح وشفافية القلب والمشاعر الرقيقة لا تناسبها الأبواب التي تُطرق بدافع الشهوة فقط، لأن الروح تسكن بروح، تتغذى بروح، وتنعم بروح. لمن يجهلون معنى الحب الحقيقي، ولمن تستهويهم الشهوات العابرة، اعذروني… قلبي مغلق، لا تناسبه أرواحكم ..

سمر ✍️✋

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى