لختان الصبي فوائد كثيرة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وما أقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وإنتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين وحجة الله على الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد لقد أوصي الإسلام الآباء والأمهات بتربية أبناءهم تربية حسنة علي كتاب الله وسنة نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم، وإن من الحقوق الواجبه للأبناء هو حق التغذية وما تستتبعه من الملبس والمسكن وضروريات الحياة، فالله عز وجل أمر الوالد بالإنفاق على المرضعة.

من أجل إرضاعها للوليد فأفاد ذلك أن الإنفاق على الوليد في غذائه وتوابعه هو أولى وأوجب، ويقول النبي صلى الله عليه و سلم ” كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته ” رواه مسلم، وقالت هند امرأة أبي سفيان للنبي صلى الله عليه وسلم أن أبا سفيان شحيح لا يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم فقال خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف ” رواه البخاري، فأجاز لها النبي صلى الله عليه وسلم أن تأخذ من مال زوجها بدون إذنه ولا علمه للإنفاق على ولده الذي هو حق لهم عليه ما داموا صغارا لم يبلغوا سن الرشد، وكما أن من الحقوق الواجبه للأبناء هو حق العلاج وحفظ صحة الطفل، وهو من الحقوق الضرورية التي لا تستقيم الحياة بدونها كالغذاء واللباس والمسكن، ومعلوم أن الرعاية الصحية تقوم على عنصرين اثنين.

الوقاية من أسباب المرض ودواعيه، والعلاج بالدواء ونحوه عند المرض، وهو ما شرعه الإسلام فيما يتعلق بصحة الطفل، فمن الوقاية شرع الإسلام الختان للذكور من الأطفال إذ جعله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من خصال الفطرة، وأثبتت الدراسات الطبية المختلفة أن لختان الصبي فوائد كثيرة وهو يقي بإذن الله تعالي من عدة أمراض خطيرة كالإلتهابات الجرثومية التي تصيب رأس القضيب وتسبب ضيق مجرى البول وهي كثيرة الحدوث عند غير المختونين، أما سرطان الإحليل فلا يكاد يعرف عند المختونين، وتدل الإحصاءات أيضا أن سرطان عنق الرحم نادر الحدوث عند المسلمات لأن أزواجهن مختونون، بينما هو شائع بين الأمم التي لا تعرف الختان، وفي العلاج المباشر للمريض وردت الأحاديث بالأمر بالتداوي على العموم في كل مريض.

صغيرا أو كبيرا، وورد في الأطفال الأمر بالرقية بإعتبارها علاجا ناجعا للعين التي تصيب الأطفال أكثر من غيرهم، فعن السيدة أسماء بنت عميس ؤضي الله عنها أنها قالت يا رسول الله إن بني جعفر تصيبهم العين أفاسترقي لهم قال نعم فلو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ” رواه الترمذي و ابن ماجة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين ” أعوذ بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ” رواه البخاري، ومضمون الدعاء تعوذ بالله تعالي من الجن والسحر والعين وهي أمراض باطنية لا يجدي فيها الدواء ولا ينجع فيها علاج الطبيب، وفي هذا العصر يتم تلقيح الأطفال حماية لهم من الأمراض الفتاكة والمعدية كالسل والحمى والجدري وغيرها وفي السنة عدة أحاديث في التحذير من الأمراض المعدية والإحتراز.

منها كقوله صلى الله عليه و سلم ” فر من المجذوم كما تفر من الأسد ” رواه البخاري، وقوله صلى الله عليه و سلم ” إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ” رواه البخاري، والتلقيح أنجع من الفرار في الإحتماء من الوباء وتحصين البدن منه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى