إسرائيل تشدد الحصار على غزة وتوقف المساعدات.. وتصعيد مرتقب في المشهد السياسي

قررت السلطات الإسرائيلية، صباح الأحد، منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وإغلاق المعابر المؤدية إليه، وذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى وتعثر المفاوضات حول تمديد الهدنة، القرار جاء عقب اجتماع أمني ترأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتنسيق مع واشنطن.

ووفقًا لبيان صادر عن مكتب نتنياهو، فإن إسرائيل اتخذت هذا الإجراء ردًا على رفض حركة حماس لمقترح يعرف بـ”مخطط ويتكوف”، الذي ينص على تمديد وقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى المحتجزين في غزة.

كما أكد البيان أن تل أبيب لن تقبل بأي هدنة دون إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، محذرًا من “إجراءات إضافية” إذا استمرت حماس في موقفها الرافض.

إسرائيل تستخدم الحصار كأداة ضغط سياسي

ويأتي هذا القرار في ظل أزمة إنسانية خانقة يعيشها القطاع، حيث تفاقمت الأوضاع بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي والتصعيد العسكري، ومع دخول شهر رمضان، يهدد منع المساعدات الإنسانية بزيادة معاناة السكان، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة.

كما يرى مراقبون أن إسرائيل تلجأ إلى ورقة الحصار كأداة ضغط في المفاوضات، سعيًا لانتزاع تنازلات سياسية من المقاومة الفلسطينية، كما أن منع دخول المساعدات يعكس استراتيجية إسرائيلية أوسع تهدف إلى فرض شروطها بالقوة عبر تجويع المدنيين والضغط عليهم في ظل استمرار الحرب.

حماس تحمل الاحتلال المسؤولية وتطالب بتدخل دولي

وحملت حركة حماس إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التداعيات المترتبة على هذا القرار، مؤكدة أن سياسة “الابتزاز” لن تحقق أهدافها، وأن المقاومة لن ترضخ للضغوط، كما دعت الحركة المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف الإجراءات العقابية التي تستهدف سكان القطاع.

واشنطن.. دعم غير مباشر لإسرائيل؟

وفي ظل هذا التصعيد، لم يصدر عن الإدارة الأمريكية أي إدانة مباشرة لقرار إسرائيل، ما يثير تساؤلات حول دور واشنطن في تأجيج الأزمة، وكانت تقارير قد أشارت إلى أن المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، قدم مقترحًا جديدًا بشأن تبادل الأسرى، لكن إسرائيل تصر على الإفراج عن جميع محتجزيها دفعة واحدة، ما يزيد من تعقيد المفاوضات.

المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي

مع تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، تتصاعد الدعوات الدولية لإنهاء الحصار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون شروط، ويرى محللون أن استمرار إسرائيل في سياستها العقابية قد يؤدي إلى موجة تصعيد جديدة في المنطقة، مما يجعل تدخل المجتمع الدولي ضرورة ملحة لكبح الانتهاكات الإسرائيلية وضمان وصول الإمدادات الإنسانية إلى مستحقيها.

وفي ظل استمرار التوترات، يبقى المشهد مفتوحًا على كل السيناريوهات، خاصة إذا أصرت إسرائيل على استخدام الحصار كأداة تفاوض، في وقت يعاني فيه المدنيون في غزة من ظروف إنسانية كارثية، تزداد سوءًا مع حلول شهر رمضان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى