الزهرة العناق تكتب : بصائر رمضانية

 

قال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾

رمضان نافذة الإغاثة تفتح على السماء مرة في كل سنة، فإياك أن تغلقها بغبار الغفلة، أو تحجب نورها بستائر اللهو، فقد جعلها الله مطهرة للروح، ومصفاة للقلوب، و ميدانا لمن أراد أن يغير عاداته السيئة و يجدد العهد مع الله و يسمو إلى مقامات الإحسان.

الصيام ليس انقطاعا عن الطعام فحسب، بل هو مدرسة تصنع منك إنسانا أقرب إلى روحك الأولى، تلك التي نفخ الله فيها من نوره.

الغاية من الصيام ليست الجوع، بل التقوى، وما التقوى إلا يقظة قلبية تبعدك عن كل ما يشوب صفاءك الروحي.

فإياك أن تدخل رمضان وعيناك على موائده، ولا على سهر لياليه، بل اجعل بصيرتك تتجه إلى رحماته الكثيرة، فهي فرصتك لتنفض عن روحك أدران العام، و تغسلها بمداد التسبيح ودموع التوبة.

قال رسول الله ﷺ: “من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” (متفق عليه).

وتذكر أن هذا الشهر ليس مجرد ضيف يحل ثم يرحل، بل هو قنديل يضيء دربك لما بعده، فلا تجعله شعلة تنطفئ بمغيب هلاله، بل احمل نوره في قلبك على مدار العام، ليكون الصيام نهج حياة، لا مجرد عبادة موسمية.

اجعل أول أيام رمضان عهدا بينك وبين الله، بأن يكون قلبك أنقى، ولسانك أرقى، ونفسك أصفى، وكن ممن قال الله فيهم: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾

فمن جاهد شهوته، و عانق الطهر في أيامه ولياليه، ساقته يد العناية إلى سبل النور، حتى يلقى الله بقلب سليم.

رمضان بداية، فلا تجعلها عابرة، بل اجعلها نقطة تحول، فكم من نفس ولدت من جديد في رحابه، وكم من قلب أفاق من سباته في لياليه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى