نبذة عن حياة صحابة رسول الله .. تكتبها : د/ لبنى يونس 

 

 

الحلقة السابعة والعشرون

الجزء الثاني من حياة سيدنا ابو بكر

 

مهنة سيدنا ابو بكر الصديق

 

كان سيدنا أبو بكر رضي الله عنه تاجراً ،

وقد قال ابن كثير عنه«كان رجلاً تاجراً ذا خُلُق ومعروف ، وكان رجالُ قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه وتجارته وحسن مجالسته »

 

وكان رضي الله عنه يسافر للتجارة بين البلدان حتى وصل بصرى من أرض الشام ، وكان رأس ماله أربعين ألف درهم ، وكان ينفق بسخاء وكرم عرف عنه الجاهلية والإسلام .

 

كيف اسلم ومتي ….؟

 

كان الصِّديق رضي الله عنه تاجراً معروفاً في قريش ، ذا علمٍ وعقلٍ، مرشداً لقومه، محبوباً بينهم، جميل المجالسة ، وكان -رضي الله عنه- صديق رسول الله عليه السلام في طفولته وشبابه قبل الإسلام وبقي على ذلك بعده، وعندما نزل الوحي على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان الصدِّيق أوَّل رجلٍ علِم بذلك، فقد أخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الوحي والإيمان بالله وتوحيده، فما كان منه -رضي الله عنه- إلَّا أن قال: “صدقت”، فما شهد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذباً منذ طفولته، فأسلم -رضي الله عنه- خاضعاً مستسلماً لله -تعالى-، وكان أوَّّل من أسلم من الرِّجال رضي الله عنه.

 

أعماله في عهد سيدنا محمد النبي الكريم ،،،

 

كان لسيدنا أبي بكر رضي الله عنه أعمال جليلة عديدة تسجَّل له في سيرته مع حبيبه وخليله ورفيق عمره سيدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-

 

أهمها في عهد النبوة تتلخَّص في الآتي

 

* كان أبو بكر أوَّل من أسلم مع النّبَيِّ من الرِّجال ، فما أن سمع بنبوَّته من زوجته خديجة حتّى أسلم من فوره دون تردد، لإيمانه العميق والمطلق بصدق محمّد.

* ساند النَّبي في حادثة الإسراء والمعراج، وذلك عندما عاد رسول الله من السَّماء يخبر قومه عمَّا رأى في بيت المقدس ووصفه له، أخذ النَّاس يكذِّبون النَّبيَّ ولم يصدِّقوا ذهابه وإيابه في ليلةٍ واحدةٍ،

في حين وقف أبو بكر إلى جانب صاحبه وتصديق المطلق له، وقال لقومه “نعَمْ، إِنِّي لَأُصَدِّقُهُ فِيمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ، أُصَدِّقُهُ بِخَبَرِ السَّمَاءِ فِي غُدْوَةٍ أَوْ رَوْحَةٍ”، وسمَّاه الرّسول صدّيقاً لذلك.

 

* أنفق سيدنا أبو بكر كلَّ ما يملك من مال من أجل الاستعداد للهجرة والتّجهيز لها، ولم يترك لأهل بيته وأبانئه شيئاً. صحب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في طرقه للهجرة إلى المدينة، وواجه معه كلَّ مصاعب الطَّريق وجاب معه الصَّحراء الواسعة من أجل نصرة النَّبي، ونام معه في غار ثور أيّاماً، وقد أنزل الله -تعالى- فيه قوله: (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا).

 

* شارك ابو بكر في تجهيز غزوة تبوك وهي التي تسمَّى بغزوة العسرة، وأنفق مالاً كثيراً لتجهيزها، ونافس في ذلك الصّحابة وسبقهم جميعا كاعادته مع الرسول

 

* كما كان ينفق مالاً كثيراً من أجل عتق العبيد وتحريرهم.

 

* حجّ بالصَّحابة في السَّنة التاسعة للهجرة دون مرافقة رسول الله.

 

* صاهر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وزوَّجه من ابنته عائشة، ونال بذلك درجةً رفيعةً.

 

*خلف النَّبيَّ عند مرضه وصلّى بالنَّاس مكانه، ما يدلُّ على أنَّه الاجدر من بين الصّحابة لذلك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تولي سيدنا أبو بكر الصديق….الخلافة

 

يتبع

الكاتبة دكتورة لبني يونس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى