أخر الأخبار

زرع حصد قصة قصيرة بقلم عبير مدين

زرع حصد.

 

بقلم عبير مدين

في طفولتي احضر لي والدي رحمه الله كتابا للمطالعة الأولية كنوع من التأسيس قبيل الالتحاق بالمدرسة الابتدائية ما زلت اذكر هذا الكتاب وهو يدعم عندي فكرة ان التعليم في الصغر كالنقش على الحجر ان بعض الأشياء والأمور تمثل دستورا لشخصيتنا المستقبلية كان من الدروس الأولى في الكتاب درس من كلمتين وهما زرع، حصد فلا حصاد بغير زراعة وكلما اردت حصادا وفيرا فأكرم زرعتك مع الوقت كلما تطلعت لشيء ما كان والدي ينصحني بالاجتهاد والتعب والاهتمام بالبدايات لان النهايات تترتب عليها.

فإذا اردت النجاح في دراستك فعليك بالمذاكرة والمثابرة وإن اصابتك كبوة فاستعيد توازنك سريعا وعد لحلبة السباق اقوى مما كنت لتعويض ما فاتك وإذا اردت علاقة قوية مع اهلك، زوجتك، اولادك، اصدقائك، زملائك، و…. فعليك بالاهتمام بها وتدعيم الروابط معها لا تهمل وتترك الميدان لغيرك وتنتظر جني المحصول فلن تجني سوى الإهمال والتهميش لن تجني سوى الجحود وسوف تندم وقت لا ينفع الندم؛ وهنا ومن اجل اسرة سعيدة ومجتمع ناجح فعلينا بصلة الرحم والإحسان للجيران فهما تحتاجان مجهودا حتى لا تفشي العداوة بين أبناء العائلة والمنطقة الواحدة وينعكس هذا على المجتمع بأسره فتنشئة الأبناء في جو يسوده العداء ينتج عنه غرس بذور الحقد، الحسد والعنف، وكافة الصفات السيئة.

تقوية العلاقة بين الزوجين تحتاج الاهتمام قبل الحب فالاهتمام يخلق الحب والإهمال يقتل اقوى قصص الحب، بخل المشاعر أقسى أنواع الحب تخيل ان تكون الكلمة الطيبة صدقة وتجد من يبخل بها! ثم نبكي إذا انهارت الاسرة! مهما كانت الصعوبات التي تواجهها لا تهمل الطرف الاخر وتبخل عليه بالحب والاهتمام فقد تمتد اغصانه لغيرك ليشبع احتياجه فإن كان الاشباع بطريقة يحلها الشرع فقد تركت دورك لغيرك فلا تحزن لن جئت بحثا عنه ذات يوم ولم تجده اما ان جاء الاشباع بطريقة حرام فأنت شريك في الوزر ان لم تتحمله كله.

اما تربية الأبناء وما أدراك ما تربية الأبناء فهي تحتاج مجهودا شاقا فما يجنيه المجتمع من انهيار أخلاقي ناتجا عن الخلط بين مفهوم الرعاية والتربية فتوفير المأكل والمشرب رعاية، الحاق ابنائك بالتعليم رعاية الاهتمام بصحتهم رعاية منحهم مصروف رعاية حتى السماح لهم بالسفر في الرحلات رعاية اما التربية فهي ان تغرس فيهم منذ نعومة اظافرهم الاخلاق والقيم السليمة وأن تغذي فيهم الجانب الروحي، ان تصاحبهم في الصغر ولا تتذمر من الاستماع لهم حتى لا يتذمروا منك فكثير من حالات العقوق والجحود نتيجة ما غرسه الاباء بأيديهم في صدور الأبناء وتقصيرهم في تربية صغارهم ليس دفاعا عن الجاحدين من الأبناء لكن كما سبق وذكرت أن من زرع حصد ومن جاهد منهم عصيان نفسه فقد فاز برضا الله ونجا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى