“قمة فلسطين” في القاهرة: قرارات عربية لتعزيز الدعم السياسي والإنساني

اختتم القادة العرب في القاهرة، الثلاثاء، أعمال القمة العربية غير العادية، المعروفة بـ”قمة فلسطين”، وسط تأكيدات على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لدعم القضية الفلسطينية، ورفض أي محاولات لفرض واقع جديد على الفلسطينيين، سواء عبر الاستيطان أو التهجير القسري.

وأكد البيان الختامي للقمة أن أي حل عادل للقضية الفلسطينية يجب أن يستند إلى حل الدولتين، مشددًا على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما رفض البيان أي تغييرات ديموغرافية قسرية في الأراضي الفلسطينية، معتبراً أن ذلك يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.

تحرك دولي لاستئناف مفاوضات السلام

ودعا القادة العرب إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية مع القوى الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، لإحياء مفاوضات السلام، مؤكدين استعداد الدول العربية للمشاركة في أي مبادرات تهدف إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية.

رفض الحصار على غزة ودعوات لإدخال المساعدات

كما انتقدت القمة بشدة الإجراءات الإسرائيلية التي تعيق دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، محذرة من أن استمرار سياسة الحصار والتجويع قد يؤدي إلى تصعيد خطير في المنطقة، وطالبت القمة بضرورة ضمان تدفق المساعدات دون عوائق، استجابةً للاحتياجات الإنسانية العاجلة في القطاع.

إطلاق خطة عربية لإعادة إعمار غزة

أعلنت القمة تبني خطة متكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، بمبادرة من مصر وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، وشملت الخطة:

إنشاء صندوق ائتماني دولي لدعم جهود الإعمار.

تنظيم مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في القاهرة قريبًا.

التنسيق مع المؤسسات المالية العالمية لتوفير الدعم اللازم للمشروعات التنموية في القطاع.

تمكين السلطة الفلسطينية في غزة

وأكد القادة العرب دعمهم لجهود تمكين السلطة الفلسطينية من تولي مسؤولياتها في قطاع غزة، عبر تشكيل لجنة إدارة انتقالية تضم كفاءات فلسطينية من أبناء القطاع، كما تم الاتفاق على تأهيل كوادر الشرطة الفلسطينية بدعم مصري أردني، لضمان بسط الأمن وفق مبدأ “القانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد”.

الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام

ودعت القمة إلى تنظيم مؤتمر دولي للسلام، يهدف إلى تسوية القضية الفلسطينية، مع الإشارة إلى أهمية التحالف الدولي، بقيادة السعودية والاتحاد الأوروبي والنرويج، في الدفع نحو تنفيذ حل الدولتين.

كما أكد البيان الختامي على أهمية التحرك القانوني لمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين عن الانتهاكات ضد الفلسطينيين، عبر:

تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال الإسرائيلي.

ملاحقة المتورطين في الجرائم التي ارتكبت في غزة والضفة الغربية أمام المحاكم الدولية.

التصدي لمحاولات تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وتعزيز دور الأونروا في تقديم الخدمات لهم.

تحذير من تصعيد الانتهاكات الإسرائيلية في القدس

وحذرت القمة من استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وأكدت دعمها للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ورفض أي إجراءات تهدف إلى تغيير الوضع التاريخي للمدينة.

كما ثمن القادة العرب الدور المحوري الذي تلعبه مصر والأردن في التصدي لمحاولات تهجير الفلسطينيين، وتعزيز الجهود الدبلوماسية للحفاظ على حقوقهم.

وجددت القمة التأكيد على أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة أولويات الدول العربية، مشددة على أن الاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق القرارات الدولية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى