دواء زونيساميد قد يقلل من نوبات الشقيقة لدى الأطفال والمراهقين

كشفت دراسة طبية حديثة عن إمكانية استخدام دواء زونيساميد (Zonisamide)، المعروف بعلاج التشنجات العصبية، في تقليل نوبات الصداع النصفي (الشقيقة) عند الأطفال والمراهقين. وأجرى الدراسة باحثون من مستشفى “آن وروبرت إتش لوري” للأطفال في شيكاغو بالتعاون مع كلية فاينبرج للطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، ومن المقرر عرض نتائجها في الاجتماع السنوي الـ 77 للأكاديمية الأميركية لعلم الأعصاب في أبريل/نيسان القادم بمدينة سان دييغو وعبر الإنترنت.
ما هي الشقيقة؟
الشقيقة، أو الصداع النصفي، هي حالة صحية تسبب صداعًا حادًا يستمر لساعات أو أيام، وغالبًا ما تؤثر على النساء أكثر من الرجال.
ترتبط الشقيقة بعوامل وراثية، ونشاط كهربائي في الدماغ، وتغيرات في مستوى الناقل العصبي “السيروتونين”.
يبدأ الألم عادة في الجبهة أو أحد جانبي الرأس أو حول العينين، ويكون نابضًا أو شديدًا، وقد يزداد سوءًا مع الحركة أو التعرض للضوء الساطع أو الضوضاء المرتفعة.
وفي بعض الحالات، يسبق الصداع ما يُعرف بـ “الأورة” (Aura)، وهي أعراض عصبية مؤقتة تشمل:
اضطرابات بصرية (رؤية وميض أو بقع سوداء).
الشعور بالخدر أو الوخز في الوجه أو الأطراف.
صعوبة في الكلام.
كيف يساعد زونيساميد في علاج الشقيقة؟
قام الباحثون بمراجعة السجلات الصحية لـ 256 طفلًا ومراهقًا يعانون من الشقيقة، حيث تم وصف زونيساميد كعلاج وقائي لهم.
ومن بين المشاركين، كان 28% منهم (حوالي 72 شخصًا) يعانون من الشقيقة المقاومة للعلاج، أي أنهم لم يستجيبوا للأدوية السابقة.
قسم الباحثون المشاركين إلى ثلاث مجموعات لمتابعة تأثير الدواء:
المجموعة الأولى: متابعة بعد شهر من بدء العلاج.
المجموعة الثانية: متابعة بين 2-6 أشهر.
المجموعة الثالثة: متابعة بعد 6 أشهر.
وأظهرت النتائج أن الدواء كان أكثر فاعلية بعد شهرين من الاستخدام، حيث ساعد في تقليل عدد أيام الصداع لدى المرضى، سواء الذين يعانون من الشقيقة المقاومة للعلاج أو الحالات الأقل شدة.
قيود الدراسة والحاجة إلى مزيد من الأبحاث
رغم النتائج المشجعة، أشارت الدكتورة أنيسا كيلي، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إلى أن البحث لم يقارن بين المرضى الذين تناولوا الدواء ومجموعة أخرى لم تتناوله.
لذا، هناك حاجة إلى دراسات مستقبلية أكثر دقة تشمل مجموعات ضابطة لتأكيد الفاعلية.
العلاجات الأخرى المتاحة للشقيقة
تعتمد استراتيجيات علاج الشقيقة على:
1. علاج النوبات أثناء حدوثها باستخدام المسكنات.
2. العلاجات الوقائية التي تقلل تكرار النوبات، وتشمل:
بعض أدوية الصرع مثل زونيساميد.
مضادات الاكتئاب.
أدوية ضغط الدم.
حقن البوتوكس.
3. تعديلات في نمط الحياة مثل تحسين جودة النوم، وتجنب المحفزات، وتقليل التوتر.
الخلاصة
توفر هذه الدراسة أملًا جديدًا للأطفال والمراهقين الذين يعانون من الشقيقة، حيث قد يصبح زونيساميد خيارًا إضافيًا للوقاية من نوبات الصداع النصفي، خاصة لأولئك الذين لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى. ومع ذلك، تبقى الحاجة قائمة لإجراء مزيد من الدراسات السريرية لتأكيد هذه النتائج واعتمادها كعلاج رسمي.