الأيزيديون في سوريا ”  تاريخ عريق و تحديات معاصرة



الأيزيديون في سوريا ”  تاريخ عريق و تحديات معاصرة ”

حيدر الأداني

مقدمة

يعد الأيزيديون في سوريا جزءا من الامتداد التاريخي للشعب الأيزيدي ، الذي استقر منذ قرون في بلاد ما بين  النهرين، خاصة في العراق وسوريا و تركيا . رغم قلة عددهم مقارنة بالعراق فإن وجودهم في سوريا قديم و متجذر ، لا سيما في عفرين و الحسكة .

على مر التاريخ ، تعرضوا للاضطهاد وزالتهميش، ما دفع الكثيرين منهم إلى الهجرة و النزوح القسري .

أماكن تواجد الأيزيديين في سوريا

يتركز الأيزيديون بشكل رئيسي في شمال وشمال شرق البلاد، خصوصا في المناطق القريبة من الحدود مع تركيا و العراق. و من أبرز أماكن تواجدهم :

1- منطقة عفرين و المناطق المحيطة بها

ناحية شيراوا : باصوفان، برج حيدر، غزوية، عين دارة، بعية، قسطل جندو، فقيرا، ترندة، كيمار، إيسكا .

ناحية بلبلة : قسطل خضرية، كورا، بيلان .

ناحية راجو : جقلا فوقاني، جقلا وسطاني، جقلا تحتاني، كفردالي فوقاني، كفردالي تحتاني، حسن ديرا

ناحية شيروا : قيبار، كفرجنة .

مناطق متفرقة في عفرين : ميدانكي، علي قينو، فرفرك، كفركلبين .

2 ـ  الحسكة و القامشلي

تل شعير ، خربة رش، تل مشتنور، خانك، تل أخضر، تل خاتون .

3 – تواجد محدود في مناطق أخرى

حلب : كان هناك عدد من العائلات الأيزيدية في المدينة .

الرقة : ضمت بعض القرى الصغيرة، لكن سكانها نزحوا بالكامل .

دير الزور ، دمشق ، اللاذقية : لم تكن هناك تجمعات أيزيدية، بل تواجدت عائلات لأغراض العمل أو الدراسة.

الأيزيديون و التاريخ السوري

1-  الاضطهاد في العهد العثماني

عانى الأيزيديون من الاضطهاد و التهجير القسري، ما دفعهم إلى اللجوء للجبال و المناطق النائية، خاصة في عفرين، هربًا من المجازر في تركيا والعراق.

2ـ التهميش في العهد الحديث (1946 – 2011)

لم يتعرض الأيزيديون لاضطهاد مباشر، لكنهم واجهوا تمييزا واضحا شمل:

ـ عدم الاعتراف الرسمي بديانتهم ، ما أجبر البعض على تسجيل أنفسهم كمسلمين .

ـ حرمانهم من تدريس ديانتهم وثقافتهم في المدارس

ـ استبعادهم من الوظائف الحكومية و عدم تمثيلهم سياسيا .

3. الحرب السورية والنزوح (2011 – اليوم)

أثرت الحرب السورية بشدة على الأيزيديين خاصة بعد سيطرة الجماعات المسلحة على عفرين عام 2018 مما تسبب في نزوح أعداد كبيرة إلى إقليم كردستان العراق، و لبنان، و أوروبا. بقيت بعض العائلات في الحسكة و القامشلي لكن بأعداد قليلة مقارنة بالماضي .

التحديات المعاصرة

لم يُعترف بالأيزيديين كديانة مستقلة، وسُجلوا كمسلمين أو أكراد مما هدد هويتهم الدينية و الثقافية

الحرمان من الحقوق المدنية والتعليمية ، مُنعوا من تدريس ديانتهم في المدارس .

واجهوا استبعادا من الوظائف الحكومية و المناصب المهمة.

المستقبل و ضرورة ضمان الحقوق

مع التغيرات السياسية في سوريا ، تبرز فرصة لبناء دولة أكثر عدالة لكن المخاطر لا تزال قائمة . لضمان حقوقهم، يحتاج الأيزيديون إلى

1- المشاركة في القرارات السياسية لضمان تمثيلهم .

المطالبة بالاعتراف الرسمي بديانتهم وهويتهم الثقافية.

2- حماية تراثهم من محاولات الطمس والاندثار .

3- تكثيف جهود الناشطين الأيزيديين لضمان حقوقهم الاجتماعية والسياسية.

رغم التحديات الكبيرة لا يزال الأيزيديون في سوريا يسعون للحفاظ على هويتهم و وجودهم . مع استمرار التغيرات السياسية يجب أن يكونوا يقظين لضمان عدم تكرار سياسات التهميش . مستقبل سوريا يجب أن يكون قائما على التعددية ، و الأيزيديون يجب أن يكونوا جزءا أساسيا من هذه المعادلة لضمان حقوقهم وحماية إرثهم العريق .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى