دلال ندا تكتب القوامة في القران الكريم : المعني والمقصود بها

القوامة في القران الكريم : المعني والمقصود بها

بقلم : الكاتبة الصحفية دلال ندا

مفهوم القوامة في اللغة والاصطلاح

القوامة مأخوذة من الجذر اللغوي “قام”، والذي يدل على القيام بشيء ما أو الاهتمام به ورعايته. وعندما يقال إن شخصًا “قائم” بشيء، فهذا يعني أنه مسؤول عنه ويهتم به.

أما في الاصطلاح الشرعي، فالقوامة تعني مسؤولية الرجل عن المرأة في إطار الأسرة، كما ورد في قوله تعالى:

“الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ” (النساء: 34).

المقصود بالقوامة في القرآن الكريم

يفهم البعض القوامة على أنها تفوق الرجل على المرأة، لكن التفسير الصحيح لها يرتبط بواجبات الرجل في الأسرة وليس بمنحه سلطة مطلقة على المرأة. القوامة تكليف وليست تشريفًا، وهي تعني:

1. المسؤولية المالية: أي أن الرجل مسؤول عن الإنفاق على الأسرة، وهو ما يتضح من الآية نفسها “وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ”.

2. الرعاية والحماية: القوامة تقتضي أن يكون الرجل مسؤولًا عن توفير الأمن والاستقرار للمرأة وأسرته.

3. الإدارة واتخاذ القرار: بما أن الرجل هو المسؤول الأول عن الأسرة، فإنه يتولى اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة الأسرة، مع التشاور والاحترام المتبادل بين الزوجين.

هل القوامة تعني تسلط الرجل؟

القوامة لا تعني تسلط الرجل أو قهر المرأة، بل تعني قيامه بواجباته تجاهها. فالنبي محمد ﷺ كان نموذجًا في التعامل مع زوجاته باللين والرحمة والمشاورة.

شروط القوامة في الإسلام

لكي يكون الرجل قوامًا على المرأة، لا بد أن تتوفر فيه بعض الشروط، ومنها:

القدرة على الإنفاق وتحمل المسؤولية المالية.

الحكمة والعدل في التعامل مع الزوجة والأسرة.

المعاملة الحسنة والاحترام المتبادل.

القوامة في الإسلام ليست تفوقًا أو تمييزًا بين الرجل والمرأة، بل هي نظام تكاملي يهدف إلى استقرار الأسرة، حيث يكون الرجل مسؤولًا عن توفير الاحتياجات الأساسية والحماية، بينما تقوم المرأة بدورها في بناء الأسرة ورعاية الأبناء.