عادتي أثناء الكتابة .. بقلم/ الزهرة العناق

 

لكل منا طقوسه، ولكل قلم همساته السرية، فأي طقس يسكن قلمي حين أخط بوحي؟

عندما تتدفق الحروف كالشلال، أجدني في حضرة الطقوس التي تسبغ على قلمي ألقه، وأوشح خلوتي بأسرار لا يراها إلا من سبر أغوار الروح.لا أكتب إلا حين تنبض اللحظة بمعنى، وكأن الكلمات تنسل من ثنايا الزمن، متحررة من قيد الورق، فلا أجدني إلا وأنا أخطها على صفحة يختلط فيها الإدراك بالإلهام.

سكون جميل مشبع بالعطر، لا أستطيع أن أطلق العنان للعبارات إلا إذا استوطن المكان هدوء يعبق برائحة المطر، وكأن الحرف لا يولد إلا في حضن الطبيعة حين تنساب أنفاسها على هيئة ندى.

لحن غريب غير مسموع، لا موسيقى ترافقني إلا أنين الأحرف قبل أن تبوح، نبضات تستحث المعاني المختبئة خلف غلالة البوح، كأنني أصغي للغة لا يدركها إلا من تآلف مع الحروف همسا قبل أن تكون صوتا.

قلمي المتمرد و الورقة البيضاء هم رفقائي، أهاب البداية، كأن الحرف الأول طقس عبور بين الغياب و الحضور، فتبقى يدي مصلوبة للحظة، حتى أجد في الصمت إذنا بالكتابة.

أجدني أتحاور مع شخصيتي كأنني أستضيف أرواحا في عالمي الخيالي، أدعهم يهمسون بما يخفون و ما يحسون، ينثرون أسرارهم بين السطور، حتى لا أكون كاتبة فحسب، بل مستمعة و متذوقة و محللة لمعاني الكلمات المفعمة بالحيوية و الجمال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى