فلسطين ومكانتها عند المسلمين بقلم: دلال ندا

فلسطين ومكانتها عند المسلمين

بقلم: دلال ندا

تُعدُّ فلسطين من أكثر المناطق قدسية وأهمية في العالم الإسلامي، فهي أرض مباركة ارتبطت بتاريخ الأنبياء والرسل، وكانت مسرحًا لأحداث عظيمة في التاريخ الإسلامي. تحمل فلسطين في وجدان المسلمين مكانة دينية، تاريخية، وثقافية خاصة، ما يجعلها محورًا رئيسيًا للقضايا الإسلامية والعربية المعاصرة.

المكانة الدينية لفلسطين

تتمثل قداسة فلسطين في كونها موطن المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، الذي ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى:

“سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” (الإسراء: 1).

وقد كان المسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين قبل أن يتم تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وهذا ما يعزز مكانته في قلوب المسلمين. كما أنه أحد المساجد الثلاثة التي أوصى النبي محمد ﷺ بشد الرحال إليها، حيث قال:

“لا تُشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى.” (رواه البخاري ومسلم).

أهمية فلسطين في التاريخ الإسلامي

كانت فلسطين جزءًا أساسيًا من الفتوحات الإسلامية منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي دخلها فاتحًا عام 15هـ (636م) وأعطى الأمان لأهلها من خلال العهدة العمرية، التي أكدت على حماية أهل الديانات الأخرى وحرية العبادة.

كما شهدت فلسطين معارك عظيمة مثل معركة حطين عام 1187م، التي قادها صلاح الدين الأيوبي وحرر فيها القدس من الاحتلال الصليبي، مما جعلها رمزًا للجهاد والدفاع عن المقدسات الإسلامية.

فلسطين في وجدان المسلمين اليوم

لا تزال قضية فلسطين تحتل مكانة بارزة في وجدان المسلمين في كل أنحاء العالم، حيث تمثل رمزًا للصمود والحق في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وتبقى القدس والمسجد الأقصى محور الاهتمام الإسلامي، إذ تتجدد الدعوات للدفاع عنه والحفاظ على هويته الإسلامية والعربية.

فلسطين ليست مجرد أرض أو موقع جغرافي، بل هي قضية إسلامية وإنسانية تهم كل مسلم. وقدسيتها متجذرة في العقيدة الإسلامية، مما يجعل الدفاع عنها واجبًا دينيًا وأخلاقيًا. وستظل فلسطين محور اهتمام المسلمين حتى يتحقق العدل ويعود الحق إلى أهله.