سبحانك يا الله

الزهرة العناق

 

سبحان من أفاض برحمته الواسعة الكون

حين ظنوا أن الأفق قد ضاق،

سبحان من أرسل الغيث مدرارا فأنبت به الأرض و القلوب.

قيل إن السدود قد جفت،

و الجفاف سيدق أبواب الحقول، لكن كلمة الله كانت وعدا لا يخلف، و رحمه لا تنضب.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون

تلبدت السماء ، و نزل المطر كرسالة سماوية تحيي ما ظنوا هالكا.

سالت الجداول ، و عانقت الأودية ماء الحياة،

حتى تفتحت الأرض حبا،

و أزهرت الحقول فرحا،

و عادت الأرض إلى بهائها بعد ظمأ طويل،

رقصت الأشجار على ألحان و زغاريد العصافير.

سبحان من ملك فقهر سيهزم الجمع

ويولون الدبر سبحان القوي المقتدر

إنها رحمة الله التي تأتي في الموعد،

لا تتأخر ولا تخطئ السبيل،

فإذا ضاقت الأرض بما رحبت، جاء الغيث يحمل بشارة الفرج، و يفيض على الدنيا خيرا لا ينتهي.

وراحت الأرض تشرب بلهفة العطشان،

تغرس في جوفها أسرار البعث من جديد،

و تهمس للنبات أن انهض،

فلقد جاء رزق السماء.

انسكبت قطرات المطر كحروف من نور،

تكتب على صفحة التراب قصة الوفاء الإلهي،

حيث لا يخذل العبد إن ضاقت به السبل،

مع صفير البرد،

و صوت الرعد و ضوء البرق،

تناثر عبير التربة المبتلة يروي حكاية الرجاء،

كيف أن الدعاء لا يضيع،

و كيف أن رحمة الله تنزل حين تنطق القلوب قبل الألسن بنداء الاستغاثة.

فها هي الوديان التي تشققت عطشا،

تتراقص الآن تحت زخات الماء، وها هي السدود التي قيل أنها جفت،

تمتلئ حتى ضجت بأغنية الامتلاء.

فالحمد لله الذي ينزل الغيث بعد القنوط،

و يبسط الخير حيث لا نحتسب، ويرسل رحمته فتحي الأرض بعد موتها،

و تحيي معها أرواحا كادت أن تيأس،

فيغدو كل شيء شاهدا على عظمة العطاء الإلهي، الذي لا ينقطع ولا يخذل من إليه ينيب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى