كيرلس ثروت بين الصيدلة والفلسفة .. رحلة في دروب الفكر والمنطق

كتب: خالد البسيوني
كيف بدأت هذه المسيرة؟
في الواقع، لم تأتِ الفلسفة لاحقة للصيدلة، بل سبقتها بزمن. منذ الطفولة، كنت منشغلًا بالمسائل الفكرية وأسئلة الوجود والمعرفة، وكانت الفلسفة بالنسبة لي عالمًا شاسعًا يمنحني القدرة على التأمل والبحث عن الحقيقة.
ما الذي جذبك إلى الفلسفة في سن مبكرة؟
ما شدني إلى الفلسفة هو طبيعتها العقلانية والمنطقية، فهي لا تنحاز إلى رأي بعينه، ولا تسير وفق أهواء، بل تسعى دائمًا للوصول إلى الحقيقة. والإنسان بطبيعته يميل إلى اتباع الحقائق، وهذا ما جعلني أجد في الفلسفة ملاذًا فكريًا يتناسب مع نزوعي نحو التفكير المنطقي.
كيف أثرت دراستك للصيدلة على رؤيتك الفلسفية؟
الصيدلة منحتني عقلية تحليلية صارمة، حيث تعتمد على الدليل والبرهان في كل خطوة. هذه الطريقة انعكست على تفكيري الفلسفي، فأصبحت أميل إلى المدارس الفلسفية التي ترتكز على المنطق والدليل، ولا أقفز إلى استنتاجات دون أسس عقلانية واضحة. سنوات دراستي للصيدلة كشفت لي زوايا جديدة في الفكر الفلسفي، وعمّقت نظرتي للمنهجية التحليلية في البحث عن الحقيقة.
متى شعرت أن لديك رسالة يجب أن تنقلها إلى الجمهور؟
عندما رأيت الفجوة الكبيرة بين المنطق وتصرفات الإنسان، لاحظت أن كثيرًا من الناس يبتعدون عن التفكير العقلاني، ويغرقون في تقاليد وأفكار غير مدروسة. هذا التناقض بين ما يجب أن يكون، وما هو كائن، دفعني إلى محاولة تقديم محتوى فكري يساعد على إعادة الاعتبار للتفكير العقلاني في حياتنا اليومية.
رابط رؤيا:
https://www.facebook.com/share/1EJ4bUrwhY/
كيف نشأت فكرة برنامج “رؤيا”، وما الرسالة التي تسعى إلى إيصالها من خلاله؟
في ظل التحول الرقمي، ابتعد الكثيرون عن القراءة والكتابة، وأصبحت المنصات البصرية أكثر جذبًا، خاصة للشباب. من هنا، جاءت فكرة “رؤيا” كمحاولة لجعل الفكر الفلسفي أكثر قربًا وأسهل وصولًا، عبر مقاطع مرئية تخاطب القلة المهتمة بالتفكير والتساؤل. لم يكن الهدف نشر الفلسفة كعلم مجرد، بل تقديمها كأداة لفهم الواقع بطريقة أكثر وعيًا.
كيف تصف “رؤيا” لمن لم يشاهده من قبل؟
“رؤيا” هو مساحة فكرية تحاول تقديم زوايا فلسفية مختلفة للأحداث والأفكار التي نعيشها. أحيانًا نناقش وجهات نظر الفلاسفة القدماء، وأحيانًا نطرح أسئلة حول المسلّمات التي تبنيناها دون تفكير، تلك التي فرضها علينا المجتمع ونظرنا إليها كحقائق ثابتة دون أن نختبرها بعقولنا.
ما التحديات التي واجهتك في تقديم “رؤيا”، وكيف تعاملت معها؟
أكبر تحدٍّ كان ضيق الوقت، خاصة مع الالتزامات المهنية في المجال الصيدلي. لكن للفكر حق علينا، لذلك أحاول دائمًا تخصيص جزء من وقتي له، لأنه يستحق العناء.
ما الذي تطمح إليه من خلال “رؤيا”؟
لا أطمح إلى شهرة أو انتشار واسع، لكن إن تمكنت من التأثير في تفكير شخص واحد فقط، فهذا بحد ذاته نجاح.
ما هي نصيحتك لمن يريد الانتقال من تخصص علمي إلى مجال فكري أو إبداعي؟
لا يوجد تعارض بين العلم والفكر والإبداع، بل إنهم يكملون بعضهم البعض. لم أتخلَّ عن الصيدلة، وما زلت أمارس عملي في الصيدلية، وفي الوقت نفسه أستمر في الكتابة والتفكير الفلسفي، فالإنسان ليس محكومًا بتخصصه الأكاديمي وحده.