الدكـــروري يكتب: الإكرام والإنعام في الدنيا

 

الحمد لله الذي اكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة وجعل امتنا وله الحمد خير أمه وبعث فينا رسولا منا يتلو علينا آياته ويزكينا وعلمنا الكتاب والحكمة وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له شهادة تكون لمن اعتصم بها خير عصمة وأشهد أن محمد عبدة ورسوله أرسله للعالمين رحمة وخصه بجوامع الكلم فربما جمع أشتات الحكم والعلم في كلمة أو شطر كلمة صلى الله علية وعلى أله وأصحابه صلاه تكون لنا نورا من كل ظلمة وسلم تسليما، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل واتقوا يوما الوقوف فيه طويل والحساب فيه ثقيل ثم أما بعد إن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن في الجنة، في منزلة ‌النبي صلى الله عليه وسلم، أي في الجنة، فإنهن في منازل رسول الله صلى الله عليه وسلم، في أعلى عليين.

‌فوق ‌منازل ‌جميع ‌الخلائق، ‌في ‌الوسيلة التي هي أقرب منازل الجنة إلى العرش، فأم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها التي واست رسول صلى الله عليه وسلم بمالها وفؤادها وشاطرته آماله وآلامه، فكفأها الله تعالى بالجنة، فأم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها كان تأثيرها في أول الإسلام، وكانت تسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتثبته وتسكنه، فأدركت غرة الإسلام وإحتملت الأذى في الله ورسوله، وكانت نصرتها للرسول في أعظم أوقات الحاجة، فلها من النصرة والبذل ما ليس لغيرها، وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم بشارات متتالية لأهله، ومن أعظم ‌فضائل السيدة عائشة رضي الله عنه، أنها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، وفي هذا ‌فضل عظيم لها.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثير البشارة لنسائه، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت يرحم الله زينب بنت جحش، لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف، إن الله زوجها نبيّه في الدنيا، ونطق به القرآن وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه ونحن حوله أسرعكنّ بي لحوقا أطولكن باعا، فبشّرها بسرعة لحوقها به وهي زوجته في الجنة” والحديث هو خطاب منه صلي الله عليه وسلم لزوجاته خاصة، ألا ترى أنه قال لفاطمة رضي الله عنها أنت أول أهل بيتي لحوقا بي، وكانت زينب أول أزواجه وفاة بعده، وفاطمة أول أهل بيته وفاة، ‌ولم ‌يرد ‌باللحاق ‌به ‌الموت فقط، بل الموت والكون معه في الجنة والكرامة، وتطاول أزواجه بأيديهن مقايسة أيديهن بعضهن ببعض لأنهن حملن الطول على أصله وحقيقته.

ولم يكن مقصود النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وإنما كان مقصوده طول اليد بإعطاء الصدقات، وفعل المعروف، وبيّن ذلك أنه لما كانت زينب أكثر أزواجه فعلا للمعروف والصدقات كانت أولهن موتا فظهر صدقه وصح قوله صلى الله عليه وسلم” وقد أكد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فكان كثيرا ما يبشر أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، رضي عنهن فقبل أعمالهن وأقوالهن وحسناتهنّ، ورضين عنه بما أعطاهم من جزيل ‌الثواب وعظم المنزلة، وأن من فضائل أمهات المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم بشرهم بأنواع ‌البشارات المختلفة الدنيوية والأخروية، فبشّرهم بالإكرام والإنعام في الدنيا، وبالجنة والرحمة والرضوان من الله تعالى في الآخرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى