هذه سمة الحياة.. بقلم د / سعاد حسني

 

من أسماء الله الحسنى- جل شأنه –

( اللطيف الخبير) وصف لذات الله الجليلة أنه دائما وأبدا يلطف بعباده؛ لعلمه بحالتهم والتى هي مهما قوي الإنسان وعظمت قوته إلا إنه في النهاية مخلوق ضعيف. ونجد أن اللطف يسبق العلم أي أن الرحمة التي تسبق كل شئ. فنحن نعيش هذه الأيام عدة مناسبات جليلة وعظيمة : وأولها ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر مما تخبؤه من خير للموعود بها، والتى تغير حاله من حال إلى حال أخر ولكن أعظم وأجل. كما نحتفل بعيد الأم، والحقيقة أن الاحتفال بعيد الأم فيه أراء متباينة : ما بين أنه يوم حزين على اليتيم، ومن فقد أمه لسبب أو لأخر،. وما بين أنه يوم يسعد الملايين من الأمهات التي عانت وتحملت الشقاء من أجل أبنائها وأسرتها. ولكن في النهاية لا نستطيع تجاهله ولكن علينا عدم المبالغة فيه حتى لا نكون سببا في حزن الأخرين. ووسط هذا وذاك يأتي الشئ المؤلم والمفجع للأمة الإسلامية بل للإنسانية بأكملها. وهو قذف إسرائيل لأهل غزة وقتلهم للأبرباء. فعند فرحنا بهذه المناسبات نجد الغصة التي تؤلمنا ، وتكدرنا . فكيف يفرح الإنسان وأخيه يشرد ويقتل؟ بل قد تشرد الأسرة أو تقتل بأكملها. كيف يشعر بالفرحة والسعادة؟ وغيره ينزف دما وجرحا وتشرد وتبدد. كيف ينعم بالأمان؟ وغيره بلا مأوى ولا مأكل ولا سترة. حقيقة نحن نعيش أياما صعبة تجمع كل الاختلافات في وقت واحد : الفرح والحزن، السعادة والألم، الطمأنينة والقلق. ولكن لأن الله لطيف؛ فهو يلطف بنا ويهون علينا. ولأن الله خبير؛ فهو يعلم ما بداخلنا وما نرجوه، وما نتمناه. ولكن لا نملك من أمرنا شئ إلا أن نقول هذه سمة الحياة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى