نار الحسد و الغيرة .. بقلم الكاتبة: الزهرة العناق

 

الحسد نار تأكل القلب قبل أن تمتد إلى الحياة، فتعمي البصيرة، و تقيد الروح بسلاسل التوجس والضيق.

لا تجعل روحك الطيبة تضيع في ظلال المقارنات، ولا تدع وهم النقص يغشي بصيرتك، فالأرزاق مقسمة بميزان الحكمة، والمقادير مكتوبة بمداد العدالة الإلهية.

لا تكن أسيرا لنار الغيرة، فتذبل روحك قبل آوانها، وتضيع أنفاسك في دروب لم تكتب لك. فالرزق مرسوم بحكمة لا يطالها الفهم البشري العقيم، مقسوم بعدل لا تخطئه الأقدار.

ما كتب لك لن يذهب لغيرك، وما حجب عنك، فليس نقصا بل لطف لا تدركه العيون المغلفة بالحسد. ارتق بفكرك، و املأ قلبك صفاء، فمن تمنى الخير لغيره، زاد الله في نصيبه، ومن ضاق صدره بما في يد الآخرين، عاش مكبلا بأوهام العجز.

من ملأ فؤاده بالرضا، و تمنى الخير لغيره كما يتمناه لنفسه، فقد بلغ منزلة لا تدركها القلوب السوداء. في العطاء تتضاعف البركات، وفي الصفاء يزهر الوجود، وفي التسليم لمشيئة الله تكمن الطمأنينة التي لا تذبلها تقلبات الأقدار.

كن نورا في درب الحياة، و تأكد أن الكرم الإلهي لا ينفد، و العدل الرباني لا يعرف ميلا ولا جحودا، فمن زرع في قلبه الرضا، أينعت في دنياه طمأنينة لا يبددها تقلب الأيام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى