ياسمين عبدالعزيز سفيرة التمثيل رفيع المستوى..

بقلم : مها متبولي
قدم الكاتب والمؤلف عمرو محمود ياسين في مسلسل “وتقابل حبيب” تجربة درامية شديدة الخصوصية ، يشتعل فيها الصراع بين الرومانسية الضعيفة والمصالح المادية الشرسة ذات السيطرة والنفوذ كاشفا عن النزعات الدونية والاطماع الدنيوية وتحكم المادة في نفوس البشر.
ويعتمد السيناريو على حبكة درامية متقنة ذات تفاصيل اجتماعية دقيقة لكن المؤلف بارع جدا في رسم ملامح صراع متأجج يمتد خلال الأحداث بين خطين متوازيين هما الخير والشر.
ويحسب للمؤلف أيضا أنه يقدم شخصيات درامية مكتملة خارجيا ونفسيا لكن أهم ما يميزها كشخصيات درامية أنها تعكس تحولات كبيرة في زوايا تكوينها الحي وتتطور مع تطور الاحداث.
ولا يقل مخرج العمل محمد الخبيري ذكاء وحرفية عن المؤلف فهو يمتلك رؤية درامية وبصرية تظهر بوضوح في كادراته ورسم مشاهده وانتقاء قطع الديكور وتوزيع الاضاءة حسب مود كل شخصية والتحكم في ايقاع الاحداث بين الحدة والهدوء والسرعة والتقاط الانفاس.
لكن ما يعجبني شخصيا هو توجيهه للممثلين واستخراج طاقاتهم وتوظيفها بشكل فني دقيق يناسب الحالة النفسية للشخصيات بدون مبالغة في المشاعر أو الانفعالات .
اما ياسمين عبد العزيز فقد حققت بهذا العمل نقلة نوعية في مشوارها التمثيلي حيث تخلصت من شخصية الفتاة الشعبية لتقدم مهندسة الديكور الاستقراطية المثقفة الهادئة المتزنة.
وصارت الفنانة أكثر نضجا ووعيا بتحولات الشخصية التي تجسدها، وأكثر عمقا وتركيزا في الوقوف امام الكاميرا حيث تجمع بين الحضور الفني والأداء الدرامي المتقن.
كما امتلكت خيوط شخصية “ليل الحسيني” وأثرت من خلالها في نفوس المشاهدين بانفعالاتها الصادقة وتجسيدها التلقائي حيث صارت محور اهتمام المشاهدين وتعاطفهم، ومن هنا أقول ان تمثيل ياسمين عبد العزيز في هذا العمل هو في الحقيقة تمثيل ديبلوماسي رفيع المستوى لانها تمتلك جواز مرور الى القلوب بسرعة مدهشة .
كما أجاد كريم فهمي تجسيد دور “فارس أبو العزم” وهى شخصية مركبة ومتعددة الجوانب وثرية بالتفاصيل قدمها بأداء مقنع وحضور تلقائي فذ، دون أن تفلت خيوطها من يده أو يشعر المشاهد بأنه يبذل مجهودا في الأداء ، بل شكل مع ياسمين عبد العزيز ثنائي فني متجانس ومتفرد في عالم التمثيل.
اما “انوشكا” فقدمت دور الأم المسيطرة الشريرة والمتغطرسة بحرفية كبيرة، وطاقة فنية جبارة وثقل تمثيلي مميز ، وهو أبرع ما قدمته الفنانة على الشاشة، وسيظل علامة في مشوارها حيث أتقنت كل ملامح الشخصية وتوحدت معها فكانت مفاجأة العمل.