أفضل نساء الجنة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد إن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين في سيرتهن الكثير من المواقف المشرفة والأحداث الهامة التي تنفع سائر المسلمين ويقدمن لهم مثلا صادقا على سلوك المرأة المسلمة المجاهدة في سبيل الله والحافظة لبيتها وزوجها، وينبغي علينا جميعا التعرف على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى حياتهن وفضلهن، ومكانتهن في الإسلام بعد دخولهن بيت النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، تلك الثريات المضيئة التي سطعن في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم واهتدين بهديه صلى الله عليه وسلم، وننهل من هذه الينابيع الدافقة بنور العلم والمعرفة.
العامرة بنور الإيمان، وكذلك لسيرة زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين رضي الله عنهن من قيمة كبيرة في حياة الأمة الإسلامية، فهن معلمات وقدوة لنساء البشرية، ومن أمهات المؤمنين هي السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وهي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي، وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة، وأمها هي فاطمة بنت زائدة بن الأصم، فكانت ذات شرف ومال كثير، وتزوجت السيدة خديجة وهي بكر من رجل يسمي عتيق بن عائذ فولدت له حارثة ثم هلك عنها، فتزوجت رجل يسمي أبو هالة مالك بن النباش بن زرارة، ثم هلك، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت أربعين سنة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن خمس وعشرين سنة، وقال أبو عمر وأجمع أهل العلم ” أن السيدة خديجة رضي الله عنهاز
ولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع بنات هن زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم رضي الله عنهن وأجمعوا أنها ولدت له القاسم، وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم، ولقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها امرأة تاجرة، ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق حديثه وعظيم أمانته وكرم أخلاقه، عرضت عليه أن يتجر بمالها فوافق صلى الله عليه وسلم وذهب مع غلامها ميسرة في تجارة إلى بلاد الشام، وعاد من رحلته برزق وفير وأرباح طائلة، كما أن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عليها غيرها، وأن أولاده كلهم منها إلا إبراهيم رضي الله عنه فإنه من سرّيته مارية القبطية، وأن الله سبحانه وتعالى بعث إليها السلام مع جبريل عليه السلام فبلغها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك.
وبشرها الرسول بالسلام من رب العالمين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب” كما أنها لم تسوؤه قط ولم تغاضبه، ولم ينلها منه إيلاء ولا عتبّ قط ولا هجر، وكفى به منقبة وفضيلة، وهي أول امرأة آمنت بالله ورسوله من هذه الأمة من النساء والرجال، وفي شأنها قال عليه الصلاة والسلام ” أفضل نساء الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم ” وفضل السيدة خديجة رضي الله عنها لصبرها الجميل وجليل ما صنعته من أعمال صالحة وآثار نافعة قيمة، وفضل فاطمة لأنها بضعة من رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وأم النسل الشريف كله.