مصر أم الدنيا.. بقلم د / سعاد حسني

كثيرا ما توقفت طويلا أمام معنى هذه الكلمة ( مصر أم الدنيا) وسألت نفسي مرارا وتكرارا لماذا مصر أم الدنيا؟ لماذا نردد هذه الكلمة؟ أهي من باب الفخر والاعتزاز بمصريتنا؟ أم هى من باب المبالغة؟ أم أنها من باب الاستعلاء والغرور. ولكن ما شاهدته اليوم أجاب لي عن أسألتي ودهشتي. ما وجدته اليوم مع أول أيام عيد الفطر المبارك. وجدت أما لا تشعر بعيد، ولا تشعر بفرحة وأحد من أبنائها يتألم. وجدت أما يعصرها الحسرة الأوجاع نظرا لما يحدث من أبنائها. وجدت جموعا غفيرة من المصريين خرجوا لصلاة العيد والاحتفال بالعيد. ولكن احتفالا من نوع خاص. احتفالا ينددون به بسياسة إسرائيل الغاشمة. احتفالا ينادون به لا للتهجير جموع تملئ الشوارع والميادين و الطرقات؛ رافعين الأعلام المصريةو الفلسطينية .رافعين اللافتات المختلفة ويعلَنونها في صوت واحد لا للتهجير. جموع ترفض ما يحدث في غزة حالهم حال جميع المصريين. فكيف نحث بالعيد وأطفال تشرد وتقتل، وتطاير أجسادههم وكأنهم حبة رمال يبعثرها الهواء؟ وكيف نحس بالعيد وبيوتا تهدم، وحياة تفنى؟ هكذا هي الأم لا تحس بالفرحة وأحد من أبنائها به ألم أو ألحق به جرح. أم لا تشعر بالطمأنينة وأحد من أبنائها – فلاذات كبدها – به أذى من أي نوع. فكم أنت عظيمة يا مصر. وكم أنت تحسين بأوجاع أبنائك من الوطن العربي. ولم يكن هذا ينطبق على غزة وأهلها فقط. لكن على جميع الدول العربية التي يجتاحها الخراب والدمار. فالأم لا تفرق بين أبنائها مهما كان حالهم. هكذا هي مصر. مصر أم الدنيا.