ليندة حمدود تكتب: عائلة فايز جاسر تواصل خدمة شعبها بغزّة

أين صنعت الرجولة وقدمت الملاحم العظيمة التي هزمت أكبر جيش متطور بالعالم.

جباليا التي أسقطت مخطط التهجير والتي جعلت الكيان الصهيوني ينهزم ذليلا ، ويخرج بتوابيت الموت مودع فشل مشروعه التهويدي ليس لغزّة فقط بل لكل فلسطين.

جباليا المخيم الذي نسف بالكامل ومحيت معالم مدينته ولم يبقى فيه بيت أو محل يصنع حياة أو يوفر رزق لأهله.

على ركام البيت وردم الحارة بقي أهالي مخيم جباليا الذين رفضوا النزوح بعد تهجيرهم قسرا وبقوا في مدينة غزّة رافضين تسليم الشمال.

بيوم عيد ملطخ بالدماء من شمال غزّة حتى جنوبها ،بقصف هستيري صنعت جباليا بأبنائها الأشاوس وبراعمها الأفاضل أجواء عيد استثنائية.

عائلة فايز جاسر المتطوعة منذ صباح الثامن من أكتوبر من عام 2023 في خدمة أبناء شعبها عامة و أبناء الشمال ومخيم جباليا خاصة صنعت لوحة استثنائية بصورة بهجة وفرجة يمحونا فيها جرح الشهيد وإصابة الجريح ودمعة الثكالى بمشاهد بسيطة اغتالها الكيان الصهيوني ولكنها سخرت كل ما يجعل طفل غزّة يبتسم ويسعد بأجواء عيد ينزف.

أطفال المخيم جمعوا لحفلة بوسط الركام يصنعون من وجوههم رسمة وطن يعيش خذلان من أمته.

عائلة فايز جاسر الغزاوية تشارك بكل أبنائها وشقيقتهم في إحياء حفلة عيد كانت مهددة بكل لحظة بقصف أو إستهداف وخطر الموت في تجمع كان لجعل يوم الحرب بهجة وتعويض عن معاناة أطفال لا يسمعون سوى القصف والموت.

العائلة الخدومة جعلت من صوت القصف أناشيد عيد ومن صور الدماء رسوم أشكال محببة ومن مشهد الصواريخ والشظايا بالونات ملونة تتطاير وتحلق في سماء المخيم.

في جو بهيج وموعد انتظره الكثير من أطفال غزّة أن يحل بعيد وبيوم هادئ لا يسمعون فيه صوت القصف ولا يلتفتون لأخبار الشهداء ومناشير الإخلاء.

صنعت البهجة وكانت الإبتسامة وحلت الفرحة في وجوه أطفالنا المحرومين من أبسط حقوقهم للعيش بسلام.

نريد أن نعيش كباقي أطفال العالم ، أوقفوا الحرب التي تقتلنا واحد تلو الاخر شعارات ومطالب رفعها أطفال مخيم جباليا ليس لعائلة فايز جاسر التي تطوعت لإسعادهم ولا للمشرفين على ميكرفون صوتهم ولكن لمن وثق المشاهد لينشرها للعالم الأصم و الأبكم الذي لا يرغب في سماعهم.

بركام وردم أقيمت الحفلة وتغيرت النفسية وجبر الخاطر لأطفال مخيم دفعوا الثمن باهظا لوحدهم من أجل أن يعم سلام مؤقت وهدوء كان نسبي ليستأنف الحرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى