د / سعاد حسني تكتب: أيام العيد

عظيم الله في كل شيء : في قدرته،، في رحمته، في تنظيمه للكون، وتسخيره للإنسان وخدمته له، في حبه لكل مخلوقاته وخاصة الإنسان. فالله – سبحانه وتعالى – عندما خلقنا وطلب منا العبادة لا يحتاج لعباداتنا ولكن مردود هذه العبادة وأثرها تعود على الإنسان في تكوينه البدني والصحي والنفسي و الروحي. عندما يبتلينا بأي ابتلاء فهو قادر على إلغائه وإخفائه، ولكن طوله وصبرنا عليه يجعلنا نكتسب خبرات وعظات من هذا الابتلاء، ونتعلم منه أشياء تساعدنا في حياتنا بعد ذلك. عندما تشرق الشمس ويأتي النهار وتخرج الناس لأعمالها يتحملون العناء والمشاقة؛ لكسب أرزاقها و تكف نفسها عن السؤال، يأتي الليل؛ للراحة والسكون والهدوء؛ حتى تكون قادرة على مواصلة الحياة. أيضا بعد صيام شهر رمضان و ما يخص هذا الشهر الكريم من طقوس خاصة به من عبادة مكثفة مثل : صلاة التراويح، قراءة القرآن الكريم، قيام الليل، و تغير لملامح الحياة المعتاد عليها طوال أحد عشر شهرا. يأتي الله بالعيد ويكافؤه على هذا العناء، و هذه المشاقة. فما أجمل أيام العيد وبهجتها! وسماتها المختلفة عن الأيام العادية. ففي العيد تكون قلوب الناس مملوءة بالمحبة والسماحة. وفي العيد الأطفال يفرحون بالعدية؛ ليشتروا البلونات والألعاب المختلفة، والحلويات والأطعمة المختلفة. وفي العيد يشترون الملابس الجديدة ذات الألوان المبهجة. وفي العيد نشتري الكحك والبسكوت والغريبةو َالبتيفور، والأشكال المختلفة من هذه الأطعمة، إلى جانب الأطعمة الفرعونية المتوارثة عند المصريين ( الرنجة، الفسيخ) وملحقاتهما، ولا ننسى طبعا المسليات ( الملبس، اللب، السوداني) والأنواع المختلفة منه. وفي العيد نخرج للحدائق والجناين ونتنقل بين الأزهار والورود، وشواطئ البحار المختلفة؛ للتمتع بالطبيعة وجمالها. وفي العيد يرجع جمع غفير من الناس لمحافظاتهم يقطعون المسافات الطويلة، يتحملون المشاقة؛ لقضاء أيامه بين أهلهم وأقاربهم. هذا إلى جانب من في القاهرة يقومون بزيارة أهلهم ويتبادلون الزيارات؛ فتنتج المودة والألفة والمحبة. وفي العيد تكون الناس حريصة على تنظيم البيت بشكل لائق، مرصع بالزينات والبالونات. فأيام العيد جميلة بكل تفاصيلها؛ لهذا لا ننساها أبدأ، ننتظرها؛ لنحياها مرة أخرى. فحقيقة ما أجمل أيام العيد.!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى