أخر الأخبار

عبير الزلفي تكتب فلسطين: جذور القضية وغياب الموقف العربي الفاعل

فلسطين: جذور القضية وغياب الموقف العربي الفاعل

 

في قلب الشرق الأوسط، حيث تتلاقى الثقافات والنزاعات، تقع فلسطين، تلك الأرض التي شهدت عبر تاريخها الطويل أحداثًا جسامًا ومعاناة إنسانية لا تُنسى. منذ النكبة عام 1948، وما تلاها من نكسات وتعقيدات، أصبحت القضية الفلسطينية رمزًا للصمود والتحدي، ولكنها أيضًا تجسد الخذلان العربي الذي يستحق التوقف عنده.

 

فلسطين: حلمٌ مستمر

 

فلسطين ليست مجرد قطعة أرض؛ بل هي رمز للهوية والكرامة. تعكس أرضها تأريخ نضال يمتد لقرون، من عصور الفتوحات الإسلامية إلى الاستعمار الصهيوني. لكن، في وقت تترنح فيه حقوق الفلسطينيين تحت وطأة الظلم، يتعاظم السؤال: أين العرب من هذا كله؟

 

الموقف العربي: من التضامن إلى التخاذل

 

لم يكن غريبًا على العرب أن يعبروا عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، فالجميع يتغنى بشعارات الفخر والكرامة. لكن، وبينما يرتفع صوت الشعارات، يتردد الفعل الفاعل. غابت المواقف الحازمة والقرارات الجريئة، واختفى الزخم الذي كان يحيط بالقضية الفلسطينية. للأسف، أصبحت القضية الفلسطينية ورقة ضغط تتداول بين الأنظمة، بدلًا من أن تكون قضية مبدأ.

 

الأسباب: بين الانقسام والتحديات

 

هل يعود السبب إلى البُعد الجغرافي؟ أم إلى الانقسامات الداخلية في العالم العربي التي مزقته الصراعات السياسية؟ أو ربما إلى الانشغال بالأزمات المحلية التي أضعفت قوة الدول العربية وأعاقت قدرتها على دعم فلسطين؟ الإجابة معقدة، لكنها تحمل في طياتها قصصًا من الخذلان والإخفاق.

 

آثار التخاذل العربي: اللحظات الفارغة

 

كلما تصاعدت الأزمة في فلسطين، تكرر نفس المشهد: تظاهرات شعبية، بيانات رسمية، ثم يصمت الجميع. ومع مرور الوقت، يصبح كل احتجاج وكأنما أُريد به كسب الوقت، دون اتخاذ خطوات فعلية. هذه اللحظات الفارغة تُرسم كل يوم على جدران المدن الفلسطينية، ويعكسها الإعلام بروح الاتكال.

 

العودة إلى الجذور: استعادة الصوت العربي

 

تتطلب المرحلة الحالية استعادة الوعي العربي وموقفًا أكبر فعالية، ينسجم مع تطلعات الشعب الفلسطيني. يمكن للعرب أن يكونوا صوتًا للحق، إذا ما توحدت جهودهم وأهدافهم. الفرصة سانحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، لتجديد العهد مع فلسطين والعمل على إعادة الأمل للشعب الذي عانى طويلاً.

إن فلسطين بحاجة لموقف عربي حقيقي يتجاوز مجرد التصريحات. هي بحاجة لأفعال تترجم إلى دعم ملموس، فالشعب الفلسطيني لا يريد من العرب سوى أن يكونوا في صفهم، لا مجرد متفرجين للأحداث المتعاقبة. إن القضية الفلسطينية ليست فقط مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل هي مسؤولية عربية جماعية، يستدعي إنصافها مراجعة شجاعة من جميع الأنظمة العربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى