داهية العرب وعبقرية المناورات.. بقلم د / سعاد حسني

 

عندما نسمع كلمة مناورة يطير بنا الذهن والخيال إلى المناورة المتعارف عليها وهي التدريب بين دولتين أو أكثر بالاتفاق في مكان ما وزمان ما. ولكن الحقيقة في الأعوام القليلة الماضية وجدنا مفهوما جديدة لكلمة مناورة، وأبعادا جديدة، لا يدركها الكثير من الناس، ولكن يدركها من له باع وفن التعامل بين الناس على اختلاف طوائفهم وأشكالهم، وحتى ألونهم. فالمعنى الجديد المكتسب للمناورة، والذي استنبط من الحراك السياسي الدولي المفعم بالتغيرات السريعة المتلاحقة، والتى ينتج عنه أيضا تغيرات في كافة مناحي الحياة ( الاقتصادية – الاجتماعية – السلوكية……… إلخ) أصبح للمناورة تواجد، بل أصبح أسلوب حياة. ففي وسط هذا الزخم من الصراع الدولي والحروب المختلقة، والبعد عن الدين، والمبادئ، والقانون، والشرع. أصبح الحوار له مجريات كثيرة، ومحاور أكثر، وأبعاد أكثر وأكثر. فقد يستطيع رئيس ما يقول كلمة ويصدرها إلى مكان ما، ولكنه يقصد صداها ومغزاها في مكان بعيد كل البعد عن الذي قصده، وهو يعلم علم اليقين أن نتائجها سوف يتحقق مهما طال الزمن. والحقيقة من يتخذ أسلوب المناورات فلابد أن يتحلى بصفات لم تكن في كثير من البشر. لابد أن يكون لديه العبقرية الخارقة التي تنم على سرعة البديهة، والذكاء الخارق، كذلك الثبات الانفعالي؛ وذلك لتقبل أي موقف أو أي كلمة مفاجئة، وطارئة؛ فيستطيع بسهولة الرد عليها. التحلي بالخلق الرفيع؛ وهذا يساعده على التحلي بالصبر، ولياقة اللسان، َ والتحكم وقت الغضب، هذا إلى جانب الثقافة المتنوعة، والوعي الشديد لكل ما يدور حوله، ومتوقعا لما سيحدث مستقبلا بناء على فهم الشخص الذي أمامه. كذلك هو يأخذ طريقة الهجوم خير وسيلة للدفاع؛ وهو ما يجعله سابقا للأحداث؛ فيفاجئ الذي أمامه، ويفوق كل التصورات التي قد تتوقع. وهذا كله نراه في سياسة مصر المتمثلة في شخص الرئيس ( عبد الفتاح السيسي) الذي يحاور، ويناور، ويلاعب الذي أمامه، ولكن بطريقة لم يشهدها العالم من قبل. الرئيس عبد الفتاح السيسي أصبح نموذجا يدرس في الجامعات والمدارس ليس المحلية فقط، بل العالمية أيضا. فهو يناور بعبقرية لم يكن لها مثيل؛ فهو يتحدث بكل صدق، و شفافية، فينخيله الناس أنه يكذب. وهذا ليس في الحوار فقط ولكن في المواقف واتخاذ القرارات، وإقامة المشروعات العملاقة. هذا إلى جانب التحلي بالخلق الرفيع المستوى؛ فيصل إلى هدفه بسهولة ويسر؛ مما جعله محط اهتمام أنظار العالم العدو منه قبل الصديق. فهنيئا لك يا مصر برئيسك ( السيد عبد الفاتح السيسي) العبقري والذي يعتبر بلا مبالغة في عصرنا الحاضر داهية العرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى