لزوم الجماعة والنهي عن شق عصا المسلمين.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هاديا له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد إن من أهم مقومات الأمن والإستقرار هو لزوم الجماعة، والنهي عن شق عصا المسلمين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن زمن الفتن، وكثرة دعاة جهنم، سأله حذيفة رضي الله عنه عما يفعل إن أدركه ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم ” تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال “فإعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك” رواه البخارى ومسلم، وكما يجب أيضا الشعور بالمسؤولية.

فإن قوة الأنظمة تقاس بمقدار ما تستطيع أن توجد لدى رعاياها الشعور بالمسؤولية، فالنظام الذي يتصف أبناؤه بقدر كبير من الشعور بالمسؤولية والنظام القوي القادر على فرض هيمنته على الجميع، والشعور بالمسؤولية هو الزخم الذي ينتج الطاقة الخلاقة والتي بواسطتها تتمكن من تحقيق الأهداف السياسية والإقتصادية والإجتماعية، فإحساس الإنسان بأنه مسؤول عن بني جنسه الذين يعيشون معه، وأنه مسؤول عن الأرض التي يعيش عليها والمناخ الذي يتنفس منه، وأنه مسؤول حتى عن الحيوان والجماد يجعله عنصرا إيجابيا للمجتمع يدرك المخاطر التي تهدد أبناء جنسه والأضرار التي تلحق بالأرض والبيئة والحيوان والنبات، فالإحساس بالمسؤولية يولد لدى الإنسان شعورا بأن كل شيء من حوله هو مسؤول عنه.

فهو مسؤول عن الأرض التي يعيش عليها والتي بدونها لايستطيع أن يحيا، كذلك الأمر بالنسبة إلى الهواء والماء والتراب والإنسان والحيوان والنبات وكل شيء، وقد عمل الإسلام على إيجاد هذا الإحساس في الإنسان المسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” أما الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه فقال مخاطبا المسلمين ” اتقوا الله في عباده وبلاده فإنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم” وهكذا يتبين لنا أن دائرة المسؤولية تتوسع لتشمل حتى البهائم والبقاع وهي الأراضي المتروكة التي تنتظر الإعمار، وهذا الحديث يؤكد حجم المسؤولية التي تقع على عاتق الإنسان بإعتباره خليفة الله تعالي على الأرض، حيث قال الله عز وجل “وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة”

فالإنسان وبما أنه خليفة الله تعالي على الأرض فهو يتحمل مسؤولية كبيرة إزاء ما في الأرض وما عليها وحتى الذي في أعماقها ولا يمكن إداء هذه المسؤولية إلا في ظرف يسوده الأمن والإستقرار ولابد من إيجاد هذا الظرف لتسهل المهمة أمام الإنسانية في عمارة الأرض وإنشاء المدن والحضارات البشرية، وفوق كل ذلك الإسلام يبني لنا الإنسان المسؤول القادر على تحمل أعباء المسؤوليات الجسام وهو الذي يتصف كما ورد في حديث المعراج ” كثير حياؤهم قليل حمقهم كثير نفعهم قليل مكرهم، الناس منهم في راحة وأنفسهم منهم في تعب، كلامهم موزون محاسبين لأنفسهم متعبيبن لها ” وهم الذين يتحملون أعباء المسؤوليات الجسام عن طيب خاطر حيث قيل ” خير الناس من تحمل مؤونة الناس”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى