التربية و العلم أساس مجتمع ناجح .. بقلم/ الزهرة العناق

التربية ليست مجرد تهذيب أو تصحيح عابر للسلوك، بل هي غرس لقيم أخلاقية تنمو مع الجيل، و تنضح في المواقف. هي فن البناء في العمق، حين يتكاسل العالم عن ترميم الأساس. فالأمم التي تتهاوى، لا تفعل ذلك من قلة الموارد، بل من ندرة المبادئ في مناهج التنشئة.
إنها التربية التي تزرع النبل قبل العلم، تعلمك أن الرقي لا يقاس بالأرقام أو الشهادات، بل بمدى اتساعك للخير حين يضيق العالم.
أما العلم، فهو النور الذي لا يخفت مهما تآمرت عليه العواصف. لا يفتح لك أبوابا نحو النجاح فحسب، بل يمهد لك سبل السلام الداخلي والخارجي. إنه لغة الكون حين يصمت، و سلاح التغيير حين تعجز الأصوات. العلم لا يزين الرفوف الخشبية، بل ينير العقول، و يعلمك كيف تكون صاحب أثر و قرار.
وحين تلتقي التربية الراقية بالعلم النقي، يولد إنسان يحسن التفكير قبل القرار، يزن القول بميزان القيم لا المصلحة. إنسان لا تغريه القشور و الظهور، بل يعجبه الغوص في جوهر الأمور لينتج أغلى التمور.
أخيرا وليس آخرا، لا نجاح دون تربية، ولا سلام يدوم بلا علم يقدس الحياة. السلام يبنى بالحرف لا بالحرب، و النجاح الحقيقي هو أن ترتقي بذاتك و أخلاقك و تفتخر بوطنك، و تتكلم بأدب العارف لا غرور العالم.