وا أسفاه يا أمة العرب .. بقلم الكاتبة/ الزهرة العناق

وا أسفاه يا أمة كانت إذا تكلمت سكت الزمان،
وإذا نهضت انحنت الجبال
أين المآذن التي كانت تقرع للحق؟
و أين السيوف التي لم تشهر إلا للعزة،
ولم ترفع إلا لنصرة الحق على الباطل؟
يا أمة علمت الكون الحرف،
ثم نسيت كيف تنطق الكرامة
سكنت مدائن الضوء،
ثم استسلمت لتقيمي في أزقة العتمة
منحك التاريخ مفاتيحه،
لكن بعتها بأقفال الصمت
وا أسفاه على عقول استسلمت للكسل،
و على ضمائر ماتت أمام الماديات
أين لغتك التي كانت تشعل القلوب،
فأصبحت تطفئها المجاملات
كم ضيعنا من نور تحت لافتة العار
وكم لبسنا رداء الضعف، و ضيعنا المروءة
كم زينا جراحنا بخطب لا تشفي
حتى أصبح الدم رخيصا،
والحق غريبا، والنخوة بضاعة نادرة
في سوق العاجزين
لكن هناك أمل، و لا تزال في الركام جذوة
مازال في رحم هذه الأمة
طفل يولد وفي عينيه ثأر الحروف،
وحنين الرسالات
مازال في العروبة نبضة لم تغتال،
تنتظر من يوقظها بصدق لا بالشعارات
فيا من بقي لك في هذه الأمة نبض،
ازرع الكلمة سيفا، ورب الحرف على الشرف،
فلعل يوما تعود رايات العز ترفرف،
لا في المتاحف بل في ساحات الحياة