الأولويات التي لا ينبغي أن ننازع فيها .. الكاتب / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين أذن أن ترفع بيوته وأشهد أن لا إله إلا الله القائل “إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة” وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله حث على إبعاد بيوت الله عن غير ما بنيت له، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين أما بعد يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ” من بات آمنا في سربه، معافى في بدنه، معه قوت يومه وليلته، فكأنما سيقت له الدنيا بحذافيرها” فاعلموا يرحمكم الله إن جوهر الوطنية الحقة، وجوهر الولاء للوطن يبني على العقيدة الصحيحة على الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وعلى رفع شعيرة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وعلى البيعة لولي الأمر والطاعة بالمعروف، وعدم نزع يد من طاعة، أو عدم الخروج عليه، فهذه من الأولويات التي لا ينبغي أن ننازع فيها.

حيث قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ” من نزع يدا من طاعة مات ميتة جاهلية” وكما قال صلي الله عليه وسلم ” من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية” فهذه من الأولويات التي ينبغي ألا ننازع فيها، وإن من حقوق الولاء والحب للوطن هو لزوم الجماعة وعدم الشذوذ عنهم، فإن النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم قال “يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار” وبيّن أصحابه رضي الله عنهم هذا الأمر، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمارة، ولا إمارة إلا بطاعة، فبيّن رضي الله عنه أنه لا بد من جمع الكلمة، ولا بد من الائتلاف، فقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إنما تكرهون في الجماعة لهي خير مما تحبون في الفرقة فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إن القوم إذا اجتمعوا صلحوا وملكوا، وإذا افترقوا فسدوا وهلكوا، فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب” ولعلنا نلحظ ما يحدث في بلاد عندما تشتتت وذهبت جماعتها، وأصبح القتل والتدمير والهلاك ديدن أولئك، لا يأمنون على أموالهم ولا على أبنائهم ولا على ممتلكاتهم، ولا ينبغي أن تحصر الوطنية وحب الوطن في شعارات ترفع، فمن لم يفعلها فإنه غير مواطن، وهذا من الفهم القاصر فإن الوطنية الحقة هي منفعة الوطن، وهي الولاء والطاعة والحب وتقديم الخدمات الجليلة للبلاد، وعدم الشذوذ، وعدم الخروج على ولاة الأمر، فهذه هي الوطنية الحقة التي ينبغي أن نفهمها فليس من الوطنية أن يرفع الإنسان شعارات جوفاء ثم يعصي الله تعالى أو يعصي ولاة الأمر، أو يشذ عن الجماعة.

واعلموا يرحمكم الله بأن الشهادة في سبيل الله تعالى من أعظم المقامات وأرفعها في الإسلام، وذلك لما أعدّه الله سبحانه وتعالى لأصحابها من نعيم ومميزات وأجر عظيم، وهي من أفضل الأمور التي يمكن أن تختم حياة العبد بها، وقد عرّف العلماء الشهيد بأنه هو من قاتل من المسلمين لتكون كلمة الله هي العُليا، وقتل في سبيل ذلك، وذكروا أن من يقاتل حمية أو أنفة أو غيرة، وليس لأجل الله تعالى ودفاعا عن حق كالدفاع عن الوطن أو الدفاع عن المال الخاص فإنه لا يكون شهيدا ولو مات مقاتلا، واستدلوا على ذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من قاتل لتكون كلمة الله هي العُليا، فهو في سبيل الله” وبهذا فإن كل من يموت في معركة من أجل الله أو يُصاب فيها ثم يموت إثر إصابته يُعد شهيدا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى