بالعلم نرتقي .. الكاتبة: الزهرة العناق

 

العلم ليس خلطة طبيعية محشوة في الذاكرة، ولا ألفاظاً نسجت لتملأ أفواه الخطباء، بل نور يتخلل ظلمة العقل، وعزف تنصت له الأرواح قبل الآذان.

العلم هو الرقي في فهم الذات قبل فهم الكون. إنه البوصلة التي تعبر بنا من ضيق الغريزة إلى سعة الإدراك، ومن طين الأرض إلى سمو الروح.

بالعلم نرتقي، لا لأننا نكتسب معارف، بل لأننا نغدو أكثر إنسانية. نعيد ترتيب المعاني، و نغسل قلوبنا من صدأ الجهل، و نخلع عن أرواحنا عباءة الغرور، لنلبس رداء الحكمة.

العلم ليس في تراكم الكتب على الرفوف، بل في لحظة تأمل تثمر وعيا، وفي سؤال بريء يزيح ستارا من الوهم، إنه الجد في البحث عن المعلومة دون كلل

، حتى لو كانت الإجابة في الأفق البعيد.

العلم صمت أمام الجهالة، ووقار في حضرة الحياة. إنه زاد العاقل، وسلاح المسالم، وصوت الذين لم تمنحهم الحروب فرصة للكلام.

بالعلم نرتقي، لأن الجهل يولد خوفا، والخوف يشعل الحرب. أما العلم، فيزرع الطمأنينة، ويهذب الاختلاف، ويعلمنا أن الخلاف لا يعني العداء، وأن التباين لا يفضي إلى التفرقة.

لنتسلح بالعلم و لنحمله في أرواحنا لا في حقائبنا. لنجعل من كل معلومة جسرًا نحو السلام، ومن كل درس نعلمه نغمة في سمفونية الإنسانية.

بالعلم نرتقي، و بالجهل نسقط. وبينهما، تكتب قصة العالم.

لنعلم أبناءنا أن العلم ليس رفاهية تطلب، بل رسالة تحمل، وأمانة تؤدى. ولنغرس فيهم أن كل حرف يتعلمونه هو بذرة سلام، وكل سؤال يطرح هو خطوة نحو النور. لنربي جيلا لا يطلب العلا بالتسلق على أكتاف الآخرين، بل يسمو بالمعرفة، و يزهر بالحكمة، ويزرع الجمال حوله. فالعالم الذي يحمل نورا، أقدس من السيف، وأبقى من الملك، وأقرب إلى الحق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى