مقلة العين …من كتاب هجوم الغربان : للكاتب/ محمد ابراهيم الشقيفي

بتلك المنطقة الحرة التى هى أقل من حبة عنقود العنب تدور بداخلها الحياة الصراع الساخن والحرب الباردة النية السوء والمشاعر المقدسة الأوجاع المنهارة و الأحلام المهاجرة كلها مرسومة بعناية وجودة الإحساس تتحرك بدقة عالية أوسط تقنية تستقبل الإشارة من مركز التأهيل الشامل بقلب الإنسان داخل شريان الروح السامية اقف امام نظرة العين الحارة والباردة فى آن واحد.
هذه المقلة التى قيل عنها وصفا سبحان من أبصر بهذا الشحم ما أجملها عبارة تظهر محاسن التأويل القول الفصل الصدق يهدي للعين والدموع إكليلا من الزهور يعرف أنهما لغز كبيراً يحوي الكثير من أسرار الحياة . مهما كان الجو مظلم العيون بها نقطة بيضاء تدل على وجود الخير لكن الناظر دون تأمل مثل القابض على يديه من غير تدبر يرى في سوادها ظلمة هذا عوار إنها سحر من فوقه جمال اللون الأسود هو أعلى عناصر الوقار .
النظرة الحائرة والمشاعر الغائرة
الكل يدور فى مقلة العيون البريئة أجمل مافي الجسد إناء ينضح بما يحويه أرى في بياضها نقاء و لاغنى عن النقطة السوداء حتى لا تختل ميزان الحسن والجمال.
الروح شىء غير ظاهر والقلب يكمن بين نبض الجواهر لكن مقلة العينين ذات النظرة المؤثرة تدافع عن نفسها رغم كل شيء.
الجمال فى فلك العيون يدور مع نظرة فهم تعبر وتبحر تمسي وتصبح تارة كما البركان وأخرى مثل المهر الذي لا يهاب الثيران الكل يتوارى من الريح .إلا مقلة العين تواجه الإعصار لا يتغلب عليها إلا دين دون إحسان
وأرد أن يكذب اللسان أو ينطق بغير الحق قد نتحكم فى بعض العواطف و تحلق الروح هاربة بعيدة لكن يبقى أصدق شىء الموج الهادئ أو البركان الثائر كلا يؤدي دوره حسب الأحوال.
العيون تحوى داخلها تفاصيل الخير والشر اليقظة والحذر النوم والنعاس هى مرآة كل شىء إنها الشمس فى السماء لا غنى عن الدفء رغم حرارتها دمعها غيث يروى تشققات الأرض في موسم الجفاف النفس حين غفلة تذوب مثل الجليد قسوتها من نظرة عين هى لأهل العشق علامات .