حديقة التربية و التعليم .. الكاتبة/ الزهرة العناق

 

في حديقة التربية و التعليم، لا تزرع الأشجار كما يحلو لك،

و لا تروى الأرواح بماء فاتر،

هنا تبذر القيم في تراب سماده الصبر، و تسقى بماء الإخلاص، و تشذب بأيادي من نور.

كل طفل يعتبر ورقة، وكل شابة غصن، وكل طالب نبتة تتمايل بين رياح الحياة.

فمن حمل أمانة التعليم على عاتقه كما ينبغي، لم يحمل الطباشير فقط، بل مفاتيح مصير إنسان.

و من ولج ميدان التربية، لم يدخل صفا واحدا، بل دخل قلوبا تنتظر من يضيئها.

في هذه الحديقة، لا يزهر الجمال بالعنف، ولا تنمو العقول في الظل بل بالاحتواء، والتحفيز، و القدوة.

بكلمة طيبة ترمم ما هدمته الحياة.

بلمسة تعيد الأمل لمن أضاعه في الزحام.

الوردة لا تجبر على التفتح

وكذلك العقول، تحتاج حنانا لا صراخا و تمييزا بين السطور .

التربية تحتاج من يزرع الحرف كأنه ينقش نجمة في سماء الوطن.

ومن يعلم حرفا لا يجري وراء الشهرة و الكاميرا، بل ليكون كما قيل:

“كاد المعلم أن يكون رسولا”

يا من تمشي في ممرات هذه الحديقة تذكر:

أن كل زهرة تحت جناحك،

قد تصير شجرة ظلها يعم أمما

وأن لمسة قلب، خير من ألف محاضرة لا تدفء الروح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى