السيسي يزور الكويت في دفعة جديدة للعلاقات المتينة بين القاهرة والكويت

تشهد العلاقات بين مصر والكويت تطورًا ملحوظًا خلال الآونة الأخيرة، توجته الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الكويت، والتي تعكس عمق الروابط التاريخية بين البلدين، والحرص المشترك على فتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف المجالات.
وتأتي الزيارة في توقيت حساس تمر فيه المنطقة العربية والإسلامية بتحديات متصاعدة، ما يضفي على اللقاءات الثنائية بعدًا استراتيجيًا يتعلق بتعزيز العمل العربي المشترك، وتوحيد الجهود لمواجهة الأزمات الإقليمية، والدفع بمصالح الشعوب نحو الاستقرار والتنمية.
علاقات ممتدة منذ الاستقلال
وتعود جذور العلاقات الدبلوماسية بين مصر والكويت إلى عام 1961، عقب إعلان استقلال الكويت مباشرة، حيث كانت القاهرة من أولى العواصم التي بادرت بإقامة علاقات رسمية وتبادل السفراء.
ومنذ ذلك الحين، استمرت العلاقات في مسار تصاعدي، مع تنسيق دائم بين القيادات السياسية على أعلى المستويات.
كما تُعد هذه العلاقة مثالًا يُحتذى به في العلاقات الدولية، فقد دعمت مصر الكويت في أكثر من محطة تاريخية، أبرزها التهنئة المبكرة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر باستقلال الدولة الخليجية، والموقف المصري الحاسم الرافض للغزو العراقي للكويت عام 1990.
في المقابل، لطالما عبّرت الكويت عن مساندتها القوية لمصر في مختلف المنعطفات، سواءً خلال إعلان الوحدة المصرية السورية في خمسينيات القرن الماضي، أو في فترات الحروب الكبرى مثل يونيو 1967 وأكتوبر 1973، وحتى دعم ثورة 30 يونيو عام 2013.
شراكة اقتصادية متنامية
وعلى المستوى الاقتصادي، تشهد العلاقات الثنائية نشاطًا ملحوظًا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين نحو 1.2 مليار دولار في عام 2024، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
كما صدّرت مصر ما قيمته 273 مليون دولار إلى الكويت خلال نفس العام، بينما استوردت ما يزيد على 947 مليون دولار.
أما على صعيد الاستثمارات، فقد سجلت الاستثمارات الكويتية في مصر حوالي 547.7 مليون دولار في العام المالي 2023/2024، مقابل استثمارات مصرية في الكويت بلغت نحو 194.2 مليون دولار في نفس الفترة.
وتواصل تحويلات المصريين العاملين بالكويت دعم الاقتصاد المصري، حيث بلغت 2.1 مليار دولار خلال العام المالي 2023/2024، في حين بلغت تحويلات الكويتيين العاملين بمصر نحو 2.7 مليون دولار.