حزب الله يُسلم مواقعه جنوب الليطاني.. خطوة أولى نحو حصرية السلاح بيد الدولة؟

في تحرك لافت على الساحة اللبنانية، بدأ حزب الله بسحب وجوده العسكري من جنوب نهر الليطاني، حيث سلّم نحو 190 موقعًا من أصل 265 إلى الجيش اللبناني، ضمن تنفيذ تفاهمات وقف إطلاق النار التي دخلت حيز التنفيذ منذ أواخر نوفمبر الماضي.
وباشر الجيش اللبناني الانتشار في هذه المناطق، وتمكّن من تفكيك أنفاق ومصادرة أسلحة دون أي اعتراض من الحزب، في مؤشر على تنسيق غير معلن بين الطرفين. التحرك يعيد فتح النقاش القديم-الجديد حول مستقبل سلاح حزب الله، ودور الدولة في فرض سيادتها الأمنية على كامل الأراضي اللبنانية.
كما أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون أن قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتُّخذ بالفعل، لكن تنفيذه لن يكون عبر المواجهة بل بالحوار المباشر بين الرئاسة وحزب الله، في مسار يبدو طويلًا ومعقّدًا، لكنه ضروري لضمان استقرار الداخل اللبناني.
ومازالت المنطقة الجنوبية تحت ضغط مستمر، خاصة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لعدة نقاط حدودية، وهو ما يعقّد مهمة الدولة ويجعل استكمال الانتشار العسكري الكامل تحديًا قائمًا.
لكن رغم كل التحديات، فإن خطوة تسليم المواقع من جانب حزب الله تمثل نقطة تحوّل قد تمهّد الطريق لمرحلة جديدة من ترتيب البيت الداخلي اللبناني، وسط ضغوط دولية متزايدة لوضع حد لتعدد مراكز القوة والسلاح داخل البلاد.