غزة على شفا كارثة إنسانية غير مسبوقة وسط حصار خانق وتجويع ممنهج

أطلق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة تحذيرًا شديد اللهجة من اقتراب الأوضاع الإنسانية من مرحلة الانهيار الكامل، في ظل الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ أكثر من ستة أشهر، والذي تصاعد مع التوقف التام لدخول المساعدات منذ ما يزيد على 45 يومًا.
وفي بيان رسمي، وصف المكتب الواقع الحالي في غزة بـ”الكارثة الحقيقية”، مؤكداً أن السكان يواجهون خطر المجاعة المباشرة، في مقدمتهم أكثر من مليون ومئة ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد. وأضاف أن انعدام الغذاء، وانهيار البنية الصحية، والنقص الحاد في المياه، باتت تشكل تهديدًا وجوديًا لسكان القطاع البالغ عددهم أكثر من 2.4 مليون إنسان.
كما أشار البيان إلى أن الطوابير الطويلة أمام نقاط توزيع الطعام أصبحت مشهدًا يوميًا مأساويًا، في ظل قصف الاحتلال لأكثر من 37 مركزًا إغاثيًا و28 تكية، مما أدى إلى توقفها عن الخدمة، ضمن ما وصفه بـ”سياسة التجويع المنظمة” التي تستخدم كأداة حرب ضد المدنيين.
وحمّل البيان المجتمع الدولي، خاصة الدول الداعمة لإسرائيل سياسيًا وعسكريًا مثل الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، مسؤولية ما وصفه بـ”جريمة التجويع الجماعي”، معتبرًا أن هذا الصمت يمثل تواطؤًا واضحًا في ارتكاب جرائم إبادة بحق السكان.
كما أكد المكتب أن آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات ما تزال عالقة عند المعابر منذ أسابيع، وسط استمرار منع دخول الإمدادات الحيوية، بما في ذلك الوقود، الذي أدى نقصه إلى توقف معظم المخابز ومحطات المياه، في حين تواجه المستشفيات خطر الإغلاق خلال أيام بسبب نفاد الموارد.
وفي ختام البيان، ناشدت الجهات المعنية المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لإنهاء الحصار وفتح المعابر والسماح بوصول الإغاثة الإنسانية دون قيد، محذرة من وقوع وفيات جماعية إذا استمرت هذه السياسات دون تدخل عاجل.