حلف اليمين.. بقلم د / سعاد حسني

حلف اليمين :ما أجملها كلمة.! وما أعظمها قيمة! كلمة تقال عندما نتخرج من الكلية الخاصة بنا، وخاصة عند استلام العمل الذي نتعهد به أمام أنفسنا، وأمام الله فهي كلمة بمثابة وثيقة شرف، نصها الإلتزام بمهام المهنة التي سنقوم بها مهما كان شأنها،( طبيبا – مهندسا – معلما – محاميا – وزيرا – رئيس وزراء – رئيسا للجمهورية). كلمة سيحاسبنا الله – سبحانه وتعالى – على نص حلفها يوم القيامة بسبب ما قمنا به جراء هذا الحلف، وما قمنا به من عمل تجاه من يستحقون العمل من أجلهم. والسؤال هنا : هل كل واحد منا مهما كان منصبه، ومهما كان طبيعة عمله قام بعمله على أكمل وجه كما يرضاه الله ورسوله؟ هل كل واحد منا ملتزم بهذا الميثاق ومتطلباته من الجد، والأمانة المهنية، واحترام حقوق الأخرين علينا؟ هل كل واحد منا مرتاح لملاقة الله، وحسابه لنا يوم القيامة؟ لحظة : قبل التسرع والإجابة بكلمة نعم؛ فما أسهلها على اللسان..! وما أهونها لإلقائها على الأخرين.! ولكن حقيقة صدقها يعلمها الله وحده. وعلى الرغم من وجود علامات كثيرة، ودلالات تدل على عدم الصدق بنطقها. واسمحوا لي أن ألقى بعض الأسئلة لتوضيح ذلك. فإذا قلنا كلنا صادقين في نطقها فمن أين جاء الفساد في المجتمع بجميع صوره؟ من أين جاء الفساد المستشري ما بين ( رشوة – اغتلاس أموال – مخالفة القانون فى إدارة المهنة والعمل بها؟ لماذا تغلب الشر على الخيرفي وقتنا الحاضر؟ لماذا ظهر بصوره البشعة، وتوارى ورائه الخير، واختفى في عبائته؟ فعلينا أن نرجع إلى الصواب. فالنرجع إلى الثقة بالله، ولنعلم علم اليقين أن أرزاقنا سوف تصل إلينا مهما طال الأجل. وأن لا أحد يستطيع مهما كان أن يحرمه منه. علينا أن نجدد العهد مع الله ومع أنفسنا ؤان نثق ونتأكد أن النافع هو الله، والضار هو الله. علينا أن نؤدي الأمانات إلى أهلها، وعلى كل راع أن يقوم برعايته على أكمل وجه. على العلم أن كثيرين منا يقدسون عملهم، ويخافون الله ورسوله في تأديته.