تنمية المهارات النفسية والاجتماعية للأطفال بقلم تهاني عدس
Tona

مقال بعنوان: تنمية المهارات النفسية والاجتماعية للأطفال .
بقلم: تهاني عدس
تطوير وتنمية الطفل يجب أن يشمل جميع جوانب حياته البدنية و النفسية والإدراكية والاجتماعية.
فى هذا المقال سأتناول كيفية تطوير واحدة من أهم المهارات النفسية والاجتماعية للطفل وهى القدرة على فهم مشاعرالآخرين والاستجابة لهم Empathy.
س١: ما أهمية هذه المهارة؟
القدرة على فهم مشاعر الآخرين تدل على ذكاء الفرد عاطفيًا . أثبتت الأبحاث العلمية أن هناك علاقة قوية بين الذكاء العاطفي EQ للفرد ونجاحه فى حياته العملية والاجتماعية بصرف النظر عن نسبة ذكائه العقلي IQ.
هذا يعني انه يمكن لشخص متوسط الذكاء عقليًا لكنه ذكي عاطفيًا أن يحقق نجاحًا فى حياته أكثر من شخص آخر أذكى منه عقليًا.
وشرح الكاتب والباحث الشهير د. برادبيري هذه العلاقة بالتفصيل فى كل كتاباته وأبحاثه.
ففي مقال له منشور بمجلة فوربس ذكر أن: “الذكاء العاطفي يؤثرعلى طريقة تحكم الفرد في سلوكه وتعامله مع التعقيدات الاجتماعية واسلوبه فى اتخاذ القرارات الفردية التي تؤدي بدورها إلى تحقيق نتائج إيجابية نحو النجاح.”
لذلك تدريب الطفل منذ الصغر على تفهم مشاعر الآخرين والاستجابة لها بطريقة ايجابية سيمكنه من النجاح مستقبلًا عمليًا واجتماعيًا.
س٢: كيف ننمي هذه المهارة؟
فى الشهور الاولى حتى العام الأول، يتعلم الطفل أن يستجيب عاطفيًا للمحيطين له سلبًا أو ايجابًا، فقد يبكي إذا سمع طفل آخر يبكي او يبتسم عندما يبتسم الشخص الذي يقوم على رعايته.
فهو يرى العالم من حوله من خلال من يرعاه ويتفاعل مع البيئة المحيطة طبقاً لما يكتسبه منه فى سن مبكرة. لذلك يجب التأكد أن المُربى لايعاني من أمراض نفسية كالاكتئاب مثلًا.
فى عامه الثانى والثالث، يلاحظ الطفل ويراقب ويحاكي تصرفات وأفعال الآخرين من خلال التفاعل معهم.
لذا يجب على المُربي أن يكون مثالًا جيدًا للطفل يتعلم منه. فمثلًا عليه ألا يستخدم ألفاظا بذيئة ، حتى وإن التقط الطفل كلمة يجب على المُربي توجيهه باستخدام كلمة بديلة.
ايضًا، فى هذه المرحلة العمرية، يستطيع الطفل أن يتعلم كيف يعبر بالكلمات عن مشاعر الآخرين، فعندما يرى طفلًا اخرًا يبكي، فيقول “انه يبكي لأنه يريد أمه”.
لذلك مهم جدًا قراءة قصص عن المشاعر التي يشعر بها الآخرين في مواقف مختلفة والتحدث للطفل عنها. أو طريقة أخرى وهي استخدام العرائس وتمثيل موقف معين أمام الطفل عن مشاعر الاخرين.
فى العام الرابع والخامس، يستطيع الطفل أن يتعلم كيف يظهر تعاطفه مع الآخرين. وان يتفهم التحديات التى يمرون بها فى حياتهم اليومية والتماس الأعذار لهم ومساعدتهم.
يمكن مساعدة الطفل على اكتساب هذه المهارة باتباع أساليب وطرق متعددة.
أولها وهي التأكد أن المُربي نفسه يتمتع بهذه الصفة.
ثانياً، أن يسمح المُربى للطفل بالمشاركة في مشاريع الاعتناء بالبيئة العامة و مساعدة المحتاجين أو رعاية الحيوانات الأليفة.
يمكن أيضا مساعدة الطفل فى كتابة كارت معايدة للاصدقاء و الاقارب والمعارف فى المناسبات أو لإظهار الامتنان او حتى للمواساة.
واخيرًا وليس آخرًا، اصطحاب الطفل لزيارة دارًا للمسنين أو مؤسسة لرعاية الأيتام سيكون له تأثيرًا ايجابيًا كبيرًا على شخصيته وطريقته في التعامل مع احتياجات الآخرين.
الدعوة لتنمية مهارة تفهم مشاعر الآخر ليست مرتبطة بمستوى معيشة معين، وليست نوعًا من أنواع الرفاهية. إنما هي دعوة لتنشئة جيلًا، رحيمًا، عطوفًا، ومتفهمًا.
فإن ساعدت طفلًا على اكتساب هذه المهارة، ستكون قد شاركت في خلق عالمٍ أقل قسوة.