المواطنة الحقة قيم ومبادئ وإحساس .. بقلم الكاتب / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله الذي جعل للطفولة من شرعه ميثاقا، وهيأ لها قلوبا غمرها مودة ورأفة ووفاقا، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، أبدع الكون بقدرته، وشمل العباد برحمته، وسوّى خلقهم بحكمته، وأشهد أن سيدنا وحبيب قلوبنا محمد عبده ورسوله، كان خير الناس لأهله، وأجمع العباد لشمله، اللهم بلغه صلاتنا وسلامنا عليه، وعلى آله وصحابته، واجزه عنا خير ما جازيت نبيّا عن أمته، واجعلنا اللهم من ورّاد حوضه وأهل شفاعته ثم أما بعد إن المواطنة الحقة قيم ومبادئ وإحساس ونصيحة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وعزة وموالاة وتضحية وإيثار والتزام أخلاقي للفرد والأمة، وإنها شعور بالشوق إلى الوطن حتى وإن كان لا يعيش الفرد في مرابعه، كما قال أمير الشعراء احمد شوقي، وطني لو شغلت بالخلد عنه، نازعتني إليه بالخلد نفسي.

فأين هؤلاء الذين يدّعون حب الوطن والوطنية ولا ترى في أعمالهم وسلوكياتهم وكلامهم غير الخيانة والعبث بمقدراته، والعمالة لأعدائه، وتأجيج الفتن والصراعات بين أبنائه، ونشر الرذيلة ومحاربة الفضيلة، فأين الوفاء للأرض التي عاشوا فيها وأكلوا من خيراتها، وترعرعوا في رباها، واستظلوا تحت سماها، وكانت أرض الإيمان والتوحيد والعقيدة الصافية، وإن كثير من الناس يعتقد أن الشهادة تقتصر على الموت في محاربة الكفار فقط ، ولكن شهداء أمة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، كثيرون، ففي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” الشهداء خمسة، المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد فى سبيل الله ” والمبطون كما يقول النووي رحمه الله هو صاحب داء البطنن وقيل هو الذي يموت بداء بطنه مطلقا.

وقوله المرأة تموت بجمع شهيد، أي تموت وفي بطنها ولد، لأنها ماتت مع شيء مجموع فيها غير منفصل وهو الحمل، هذا وإن خصال الشهادة أكثر من هذه السبع، فقال الحافظ ابن حجر ط وقد اجتمع لنا من الطرق الجيدة أكثر من عشرين خصلة” وذكر منهم اللديغ، والشريق، والذي يفترسه السبع، والخار عن دابته، والمائد في البحر الذي يصيبه القيء، ومن تردى من رؤوس الجبال، وقال النووي وإنما كانت هذه الموتات شهادة يتفضل الله تعالى بسبب شدتها وكثرة ألمها، وقال ابن التين هذه كلها ميتات فيها شدة تفضل الله على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بأن جعلها تمحيصا لذنوبهم وزيادة في أجورهم يبلغهم بها مراتب الشهداء، ويدخل في ذلك الدفاع عن الأهل والمال والوطن فعن سعيد بن زيد قال صلى الله عليه وسلم.

” من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد ” رواه الترمذى، ويدخل في الشهداء أيضا أموات الجنود المرابطون، فإنهم الذين يسهرون ليلهم في حراسة هذا الوطن والدفاع عنه وحماية منشآته، وقد ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله ” عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله ” رواه الطبرانى والبيهقى والترمذى، فكل من مات من أجل التضحية والدفاع عن الوطن فهو شهيد، وليعلم أن لنيل أجر الشهادة شروطا، وإن من هذه الشروط هو الصبر والاحتساب وعدم الموانع كالغلول، والدين، وغصب حقوق الناس، أو من فجّر نفسه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى