الوطن الجريح كلمات الكاتبة والأديبه صافيا جرجس حناوي
الوطن الجريح
في خلوة مع قلمي برفقة أوراقي المبعثرة
وبعد أن تصفحت كل ورقه من هذه الأوراق
وما كتب فيها من مشاعر وآلام وجراح
لفت انتباهي ورقة كتب أعلاها وبالخط العريض كلمة واحدة هي…..
وطن….
وهمست متسائلة ما معنى وطن؟؟
وأجابت روحي :
الوطن بمفهومي
الأم والأب والأخ والأخت
و الأقرباء والأصحاب وكل من نحب ونعز
شجر الزيتون والسنديان والغار
سنابل والقمح
الزيزفون والكرمة
و زنابق الحقول وشقائق النعمان والياسمين وعطره
ضحكة الأطفال في الأعياد والأحتفالات في الساحات
ولكن…. أين نحن الآن من كل هذه المفاهيم؟؟؟!!! …
بفعل فاعل
اجتمعت أغلب أمم الأرض لتحطيمه
وهتك عرضه …
جاؤوا من جهات الأرض الأربعة لهذه الغايه …..
ليدمروه بحجة أزدهاره
ويقتلوا الآباء والنساء والأطفال
بدم بارد وهم في أحضان أهاليهم
ومن نجا من النساء صارت سبايا
أحرقوا أشجار الزيتون والسنديان ولم يوفروا حتى المنازل
سحقوا كل شيء وقع نظرهم عليه وتركوه حطاماً
وتربعوا عليه وكلهم فخر
اذاقوا الأهل مرارة الحياة بعد أن
حرموهم من أطفالهم ومنازلهم
وقضوا على مستقبلهم
لم يعد هناك زينات في الأعياد
واختفي فرح الأطفال والكبار
وكثرت مجالس العزاء
امتزج عطر الياسمين الفواح
برائحة الدم الكريهة
واستبدل زهر الياسمين لونه الأبيض الناصع بلون دم الأطفال الأحمر
وبدأت عيوني تنزف دماً بدل أن تذرف الدموع
مما جرى لهذا الوطن ويجري
أنه وطني الجريح
ياوطني الجريح
