أول معارك الإسلام الفاصلة .. بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر، والصلاة والسلام على محمد سيد البشر، الشفيع المشفع فى المحشر، صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر، فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما ” إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلم تسليما” فاللهم صلي وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين وبعد لقد تخلف الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه عن غزوة بدر الكبري بسبب زوجته التى كان يمرضها، وهى السيدة رقية بنت محمد رضي الله عنها وأرضاها، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان، فاتقي الله فى الأقربين إليك، واخرجوا إلى بيوت الله بالنية الصادقة، وليس فى قلوبكم إلا الله.

وادخلوا إلى بيوت الله معظمين شعائر الله، فإن للمساجد حقوق عظيمة، فلا تسبّن مسلما، ولا تشتمن قائما، وإياك وأذية المسلمين وتجنب النوم فى الأماكن الفاضلة، ومكن الناس من بيوت الله، ولا يجوز حجز الأماكن فى المساجد إلا لمن خرج لقضاء حاجته، أما من عدا ذلك فلا يجوز له أن يؤذى المسلمين فى بيوت الله رب العالمين، فالمساجد بيوت الله، فقد إستوى فيها الغنى والفقير، والجليل والحقير، ذلة لله العظيم الكبير، وأما عن غزوة بدر وتسمى أيضا بغزوة بدر الكبرى وبدر القتال ويوم الفرقان وهي غزوة وقعت فى السابع عشر من شهر رمضان في العام الثاني من الهجرة بين المسلمين بقيادة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وقبيلة قريش ومن حالفها من العرب بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشى، وتعد غزوة بدر أول معركة من معارك الإسلام الفاصلة.

وقد سُميت بهذا الاسم نسبة إلى منطقة بدر التي وقعت المعركة فيها، وبدر بئر مشهورة تقع بين مكة والمدينة المنورة، وقد بدأت المعركة بمحاولة المسلمين إعتراض عير لقريش متوجهة من الشام إلى مكة يقودها أبو سفيان بن حرب، ولكن أبا سفيان تمكن من الفرار بالقافلة، وأرسل رسولا إلى قريش يطلب عونهم ونجدتهم، فإستجابت قريش وخرجت لقتال المسلمين، وكان عدد المسلمين فى غزوة بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، معهم فرسان وسبعون جملا، وكان تعداد جيش قريش ألف رجل معهم مئتا فرس، أى كانوا يشكلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين من حيث العدد تقريبا، وإنتهت غزوة بدر بإنتصار المسلمين على قريش وقتل قائدهم عمرو بن هشام، وكان عدد من قتل من قريش فى غزوة بدر سبعين رجلا وأسر منهم سبعون آخرون.

أما المسلمون فلم يقتل منهم سوى أربعة عشر رجلا، ستة منهم من المهاجرين وثمانية من الأنصار، وقد نتجت عن غزوة بدر عدة نتائج نافعة بالنسبة للمسلمين، منها أنهم أصبحوا مهابين في المدينة وما جاورها، وأصبح لدولتهم مصدر جديد للدخل وهو غنائم المعارك، وبذلك تحسن حال المسلمين المادى والإقتصادى والمعنوى، وكان قائد القافله لقريش أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وهو من سادات قريش قبل الإسلام، وهو والد معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية، وكان تاجرا واسع الثراء، وزعيم أشراف قريش الذين عارضوا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ودعوته، فقد عادى أبو سفيان بن حرب الإسلام والمسلمين، وكان قائد جيش المشركين في غزوة أحد، وقائد جيوش الأحزاب فى غزوة الخندق.

وأمر بحصار المدينة فى غزوة الخندق، وقد هادن المسلمين فى صلح الحديبية، ثم أسلم عند فتح مكة، ورفع النبى صلى الله عليه وسلم من شأنه، فأمن كل من يدخل داره، وولاه على نجران ثم خرج مع المسلمين في فتوحهم وغزواتهم فاشترك في حنين والطائف، ففقئت عينه يوم الطائف، ثم فقئت الأخرى يوم اليرموك، فعمى، وتوفي عن عمر يناهز ثمانى وثمانين سنه فى العام الواحد والثلاثين من الهجرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى