استهداف ممنهج لمعدات الإنقاذ في غزة يعمّق الكارثة الإنسانية ويشل عمليات الإغاثة

في تصعيد جديد يهدد حياة المدنيين ويعيق جهود الإنقاذ، نفذت القوات الإسرائيلية غارات جوية استهدفت بشكل مباشر معدات الإنقاذ الثقيلة في قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل 17 فلسطينيًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وتدمير نحو 40 آلية بينها جرافات مصرية وقطرية كانت تُستخدم في إزالة الأنقاض وانتشال الضحايا.
وبرر الجيش الإسرائيلي الاستهداف بالادعاء أن هذه المعدات تُستخدم من قبل حماس، إلا أن منظمات الإغاثة الدولية أكدت أن الآليات كانت تعمل في مهام إنسانية بحتة، وتم توثيق استخدامها في عمليات إنقاذ خلال الأسابيع الماضية.
كما يأتي هذا الاستهداف بعد سلسلة من الضربات المماثلة، أبرزها ما حدث في 23 مارس الماضي عندما قُتل 15 مسعفًا في رفح خلال غارة استهدفت سيارات إسعاف وشاحنة إطفاء، بينهم أفراد من الهلال الأحمر وموظف أممي.
وكشفت فحوصات الطب الشرعي حينها عن تعرض الضحايا لإطلاق نار مباشر، وبعضهم كان مكبّل اليدين.
وهذه الهجمات المتكررة تُفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، في ظل الحصار الكامل المفروض منذ أسابيع، وتوقف الخدمات الصحية، بما فيها حملات التطعيم الأساسية، وسط تحذيرات متزايدة من المجاعة والانهيار التام للبنية التحتية الصحية.
كما نددت المنظمات الدولية بما وصفته بـ”الاستهداف المنهجي” لجهود الإغاثة، مطالبة بفتح تحقيقات دولية عاجلة، وبضمان الحماية الكاملة لفرق الإنقاذ والمرافق المدنية، وفقًا للقانون الدولي الإنساني.