ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات .. بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأصلي وأسلم وأبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد يقول الله سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة التوبة “إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بأيعتم به وذلك هو الفوز العظيم” وذلك الوعد الحق الذي يبينه القرآن الكريم، لمكانة الشهيد عند ربه فقد فاز فوزا عظيما، والفوز العظيم هو أعلى مراتب الجنة عند الله تعالى بصحبة الانبياء وعلى حوض النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو في آية أخرى قال رب السموات والارض.

كما فى سورة النساء ” ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما ” وذلك هو الفوز المذكور في الآية السابقة، أما المكانة الأولى الاظهر في القرآن المجيد فهي الحياة عند الله بمجرد الشهادة فالشهداء لايموتون كما جاء فى سورة البقرة ” ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون” وخير بيان للوعد بالجنة كفوز عظيم هو قوله تعالى”إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم” وعن عتبة بن عبد السلمي قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم”القتلى ثلاثة مؤمن جاهد بنفسه وماله في سبيل الله إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه

فذلك الشهيد الممتحن في خيمة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة، ومؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا جاهد بنفسه وماله في سبيل الله إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه ممصمصة محت ذنوبه وخطاياه إن السيف محاء للخطايا وأدخل الجنة من أي أبواب الجنة شاء، ومنافق جاهد بنفسه وماله فإذا لقي العدو قاتل حتى يقتل فذاك في النار إن السيف لا يمحو النفاق” رواه الدارمى، وعبارة إن السيف محاء للخطايا هو يفيد أن الشهيد تمحى عنه ذنوبه، لأنه بذل نفسه لله، فجوزي بتكفير ذنوبها، والمعنى أن الكافر إذا قتل مسلما لم يترك عليه ذنبا، لأن الشهيد تكفر ذنوبه كلها، أما المقتول في غير الجهاد فلا تمحى ذنوبه بقتله، ولو كان مظلوما، نعم يكفر عنه بعضها، بإعتبار القتل مصيبة نزلت به، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبى صلى الله عليه وسلم.

أنه سأل جبريل عليه السلام عن هذه الآية من سورة الزمر؟ ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله “من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم ؟ قال هم شهداء الله” وقد أفاد الحديث أن الشهداء هم المستثنون من الصعق في الآية، قال بذلك جماعة من العلماء، عن سمرة قال النبي الله صلى الله عليه وسلم “رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بى الشجرة، فأدخلاني دارا هي أحسن وأفضل لم أر قط أحسن منها قالا أما هذه الدار فدار الشهداء” رواه البخارى، وقد تقدم في الأحاديث السابقة أن الشهيد يغفر له في أول دفعة من دمه، وأن ذنوبه تكفر باستشهاده، إلا أنه يستثنى منها الدين، للذين كان يقدر على الوفاء به ولم يفعل، وذلك، لما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين” رواه مسلم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى