الزهرة العناق تكتب: الأخطاء التربوية التي يسقط فيها كل مربي

ليس ثمة مربي مهما بلغ من الحكمة و الرشد، إلا ووقع ولو مرة واحدة في شباك خطأ تربوي، أو زلة في ميزان التعامل مع النشء. التربية ليست علما جامدا، ولا معادلة رياضية، بل هي فن تتمازج فيه العاطفة بالحكمة، وتتشابك فيه المبادئ مع الواقع. ومن أبرز الأخطاء التي يتعثر بها كل من سار في درب التربية:

*المبالغة في التوجيه والنصح

حين يتحول النصح إلى وابل لا يتوقف، يفقد أثره، و يغدو ضجيجا يثير النفور. الطفل لا يحتاج إلى محاضرة أو خطاب بعد كل زلة، بل إلى لمسة حانية تنبت داخله الوعي بمرور الوقت.

*القياس على الذات

كثير من الآباء يقيسون أبناءهم بمقاييسهم هم: “كنت في سنك أحفظ كذا”، “أنا لم أكن أتصرف هكذا”. وبهذا يحمل الطفل إرثا من التوقعات لا يناسب زمنه ولا طبيعته.

*التناقض في التوجيه

أن تنهى الطفل عن الكذب ثم تكذب أمامه، أو تطلب منه الصدق ثم تخفي الحقيقة عنه، هو درس عملي في النفاق، لا في الفضيلة.

* عدم الإصغاء

مخطئ من يظن أن التربية هي أن تتكلم كثيرًا. الإصغاء لطفلك يفتح لك أبواب قلبه، ويجعله واثقا أنك تدرك ما يقول، وتفهم ما يشعر.

*العقاب دون فهم السبب

الطفل الذي يعاقب دون أن يفهم، يزداد عنادا لا تقويما، ويتمرد لا يتعلم. لابد من الغوص في دوافع السلوك قبل إصدار الأحكام.

*غياب القدوة

التربية الصامتة – التي تتمثل في سلوك المربي – أقوى أثرا من آلاف الكلمات. فليحذر كل مربي أن يدعو إلى ما لا يفعل، أو ينهى عن ما يكرره سهوا أو عمدا.

*نسيان الفروق الفردية

ليس كل الأبناء نسخا مكررة. لكل منهم بصمة، وموهبة، ومسار يليق به. المربي العادل لا يقارن، بل يقدر التنوع، ويمنح كل زهرة لونها الخاص.

أخيرا وليس آخرا، الاعتراف بالخطأ التربوي ليس ضعفا، بل هو أول الطريق نحو تربية راشدة وناجحة. فالتربية ليست ساحة نصر للمربي، بل رحلة بناء للإنسان. وكل مربي حكيم، لا يطمح للكمال، بل يسعى للتحسين، متكئا على الحب، و مسترشدا بالبصيرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى