فن الكتابة .. بقلم/ الزهرة العناق

في دهاليز الفكر و أركان الروح، تبرق الكتابة كالسيف، لا يريق دما، بل يحيي ضمائر ماتت من الغفلة.
الكتابة ليست محض حروف متناثرة فوق بياض الورق، بل هي زخم من نيازك الإدراك، ومواكب من نور العقل حين ينتصر على ضباب الغفلة.
فالكاتب حين يخط حرفه، يغرس على ثرى الوجود زهرة لا تذبل، ويسكب في محابر الأزل ألوانا لا تبهت.
أما الكتابة فهي رئة أخرى للتنفس، نبض خامس يتسرب إلى عروق العالم، فيحيي ما خفت من صوته، ويعيد للمعاني المغتربة وطنها.
فلتكن الكتابة ملاذك، و سلاحك، و شعارك، و لتجعل من كل فكرة مرتحلة على أعتاب ذهنك شعلة لمن أتعبه العتم.
ازرع بين السطور نخلا شاهقا، و اضرب بجذورك في عمق الوعي، لأن الحرف، و إن بدا هشا، يزلزل عروش الجهل إذا صيغ بإيمان وعزيمة.
اكتب و لا تنتظر رنين التصفيق، ولا طنين الإطراء، انسج من عزلتك مجرة تتلألأ بالحكمة، و لا تهتم بمن يسعى لإحباطك، فإن الكتابة وطن لا ينضب، ومجد لا يهدم.
لكل روح تواقة للخلود، امسكي بقلمك كما يمسك المجاهد بسيفه، و ارفعيه عاليا و كوني سيدة نفسك و صاحبة كلمة.
فالكتابة ليست ترفا، بل حياة ثانية تمنح لمن آمن أن الفكر هو أجمل انتصار و الكتابة سلاح أدبي فكري في حياة كل إنسان.