الأفراد والسفر المُستدام.. بقلم/ د. عبد الجليل الشويخ

بعد أن تناولنا مفهوم وأهميّة السياحة المستدامة وكيفيّة تحقيقها من قِبَلِ المنظّمات والحكومات ومكاتب السياحة، جاء دوْر الأفراد. فما هي السُبُلْ والمسؤوليات المناطة على الأفراد (السائحين) لتحقيقها؟
لكي نساهم كأفراد (سائحين) في تحقيق السياحة المستدامة بشكل مؤّثر، نحتاج أن نتعرّف على مصطلح ” السفر المُستدام “، وهو مفهوم يدور حول كوْن المسافر مسؤول عمّا يُحدِثُه في الأماكن التي يزورها، ومسؤول عن ألّا يترك أثرًا وراءه يسبّب أضرارًا على البيئة وأن يكون داعمًا للاقتصادات المحليّة وثقافة وتراث الشعوب المستضيفة.
عندما نركّز على مفهوم السفر المُستدام، نجده يحمل نفس المعنى لمفهوم السياحة المستدامة، الفرق بينهما أنّ السياحة المستدامة ترتبط بسلوكيّات الحكومات والمنظّمات والمؤسّسات ومنظّمي الجولات السياحيّة، إمّا السفر المُستدام فارتباطه بسلوكيّات السائحين. مفهوم يوجّه السيّاح إلى ممارسات إيجابيّة أثناء سفرهم، منها:
تعزيز المعرفة بثقافة المجتمعات المُزارة وبسياساتها وقِيَمِهَا.
دعم سلامة الثقافات المحلّية من خلال تفضيل الأعمال والفعاليّات التي تحافظ على التراث الثقافي والقِيَمْ التقليدية.
دعم الاقتصادات المحلّية من خلال شراء السلع المحلّية والمشاركة مع الشركات المحلّية الصغيرة.
الحفاظ على الموارد من خلال التعامل مع شركات ذات وعي بيئي والسكن في أماكن إقامة تمتلك شهادات بيئيّة.
المحافظة على البيئة والطبيعة والحياتيْن البريّة والبحريّة وعدم العبث بها أو تلويثها.
التقليل من استخدام المواد البلاستيكية كاستخدام قنّينات الماء الزجاجية بدلًا من البلاستيكية واستخدام حقائب الشراء القماشية بدلًا من البلاستيكية.
التقليل من السفر الجوّي (قدر الإمكان) إذ أنّ الطيران هو مصدر كبير لانبعاث الكربون، واستخدام السفر البرّي أو البحري بدلًا منه.
استخدام وسائل النقل العام داخل البلد المُزار أو ركوب الدراجات أو المشي كلّما أمكن ذلك للمساهمة في التقليل من تلوّث الهواء.
ممارسة مبدأ (اترك أثر إيجابي) من حيث عدم قطف النباتات في المتنزّهات، والبقاء على المسارات المخصّصة للمشي بدلًا من المشي على الحشائش، وتنظيف أماكننا بعد الانتهاء منها.
الاقتصاد في استهلاك الموارد غير المتجددة كالكهرباء والماء وغيرها.
عدم الإسراف في تناول الأطعمة والمشروبات في الفنادق والمطاعم وتناول ما يكفينا، كي لا نكون عبئًا ثقيلًا على البيئة.
عدم الاستخدام الواحد لأطباق الطعام وأكواب الشرب في أنظمة (البوفيه) داخل الفنادق والمطاعم، ومحاولة استخدامها المتكرّر (كلّما كان ممكنًا) كي لا تُصرف كميات كبيرة من المياه والمواد الكيميائية لغسلها.
عدم استبدال غطاء السرير وأغطية وِسَادات الرأس ومَناشف الجسم طوال فترة إقامتنا في الفندق أو النزل (كلّما أمكن ذلك).
السياحة المستدامة أو السفر المستدام مسؤوليّة تقع على الجميع سواء كنّا سائحين أو جهات حكومية أو مكاتب سياحة أو أماكن إقامة أو مرشدين سياحيّين أو غيرهم. ومن خلال التعاون والالتزام بالممارسات الصائبة سنتمكّن جميعًا من المساهمة في الحفاظ على الجمال الطبيعي والهواء الصالح والتنوّع الثقافي لكوكب الأرض، ونحافظ على مصدر قويّ لتنمية الاقتصاد والمجتمعات.