طنين الاطراء .. بقلم/ الزهرة العناق

 

طنين الاطراء لا يولد إنسانا.

إنه ريح جوفاء، تدور حول ذاتها دون أن تنبت زرعا أو تشيد لبنة.

الإنسان لا ينحت تحت مطارق المديح، بل يصاغ في حقول التجربة، و يتكون من رماد الألم كما تتوهج الجواهر من رحم النار.

الاطراء الزائف قبلة باردة على جبين ميت لا يشعر، إنه همس عقيم في أذن تنتظر الحقيقة لا الوهم.

ليس الإنسان الناجح من يدجن بصدى الكلمات المنمقة، بل هو من يشق طريقه بين الصخور، يعبر حقول الخيبة، و يعتصر الدمع ليصنع منه نبيذ العزم.

من اتكأ على حفاوة التصفيق، مات على عتبات الخيبة؛ ومن ركب صهوة الاطراء، سقط عند أول منعطف للواقع.

الحياة لا تعترف إلا بمن جعل من قلبه منشار، يقطع به أعشاب الوهم، ويروي بعرقه تراب الأصالة.

كن أنت الصدى لصوتك، والنور لخطوتك، ولا تنتظر أن يغزل لك الآخرون أجنحة من دخان.

و تذكر أن طنين الاطراء لا يولد إنسانا؛ بل ينفخ بالونا هشا، يسقط عند أول نفخة ريح.

و الإنسان يصاغ من عرق الحلم، لا من لعاب التصفيق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى