إستخدام المرافق العامة في غير غرضها .. الكاتب / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، فلم يجدوا حرجا في الاحتكام إلى شريعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن من فقد مضمار العمل فقد قيمة وجوده، ومن ثم يدخل في نفق التسول ومدّ يد الفقر ولسان طلب العطف من الناس، وصلى الله وسلم على نبينا الكريم الذي كان يكره للعبد سؤال الناس ما دام قادرا على العمل ويجعل المسألة بلا عمل ضربا من الندم فعن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” ما يزال الرجل يسأل الناس، حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجهه مزعة لحم ” رواه البخاري، فماذا يقول من حرفته التسول التي زادت فنونها.
وكثر بين الناس طالبوها ومحترفوها وتنوعت قصص المتسولين بين المعقول وضروب الخيال؟ حتى غدا التسول قاسما مشتركا في حياتنا بين القطار والحافلة والسيارة الخاصة وقارعة الطريق وعلى أبواب المدارس والمساجد والمقاهي والحدائق والمطاعم والأسواق وغيرها، أفواج جديدة تدخل سوق التسول كل يوم كأننا شعب لا عمل لنا، ومن العجب الشديد أن يكون التسول ونبذ العمل حرفة لها مهاراتها، وعلى الحقيقة فنحن في شدة الإفتقار إلى العمل والعرق والتنمية، وتعم البلوى وتكثر السخيمة وقلة القيمة خصوصا عند المتخرجين حديثا من الشباب والذي يختصر أحدهم حياته من بطالة قلبه في النوم إلى ما بعد العصر ثم يقوم بعد تثاؤب طويل إلى طعامه وغثائيته وإستهلاكه وربما يغرق في بحور المخدرات والموبقات من سرقة وسطو وزنا وقطع طريق.
وبلطجة مخيفة للناس لأنه لا يحمل رسالة في حياته يعيش لها وعنده وقت الفراغ الذي يجب إنفاقه في عمل صالح والعيب ليس في تربيته فقط بل العيب فيمن يمده بالمال السهل ويجيب مطالبه ورغائبه، وهل ينتظر من أمثال هؤلاء المتسكعين في بلادنا أن يصنعوا حضارة أو يدفعوا قطار التنمية؟ كلا، وإن من النجاح أن نحافظ علي مرافقنا العامه، وكما يجب أيضا عدم إستخدام المرافق العامة في غير غرضها، مثال ذلك إشعال النار في الحدائق العامة لأنه قد تمتد النار لكل الحديقة، وإستخدام المرافق إستخدام جيد بشكل ليس فيه أي إهمال أو تخريب، والتأكد من ترك المكان نظيف بعد إستخدامة أو الإستفادة منه، ولقد امرنا الله عز وجل بالحفاظ على المرافق والممتلكات العامة وقد تبين ذلك في القرآن الكريم، حيث اعتبر الله تعالى تخريب المرافق لهو من الفساد في الارض.
والله تعالى لا يحب الفساد أو المفسدين، وفي النهاية فإن الحفاظ على المرافق العامة من التخريب والتدمير يعتبر واجب وطني وواجب ديني، حيث يدفع الإنسان من ماله الخاص من الضرائب لاعادة ترميم وبناء هذه المرافق، لهذا فيجب ان يحافظ عليها، وعلى شكلها الجمالي أمام زوار الوطن، واعلموا أن اليد السفلى قد كثرت في أوطاننا ويجب تحفيزها على الدوام لتكون عليا بالعطاء والعرق والعمل، فعن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما ” أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال، وهو على المنبر، وذكر الصدقة والتعفف والمسأله فقال ” اليد العليا خير من اليد السفلى، فاليد العليا هي المنفقه والسفلى هي السائلة ” رواه البخاري، وطالب العفاف من ربه بنية صادقة سيغنيه الله بيقينه، فاللهم خذ بنواصينا إلى كل خير، هذا وصلوا وسلموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.