و لا يحزنني فأنا شبل غضنفر قد لفظ أنفاسه و هو ينافس النخيل شموخا
و تحديا للطغاة
سجين أنا يا أمي و لكني أغزل من شهيقي البقاء
و من زفيرك منبع الحياة كي يكفيني أنس دربي
لأهيئ سبيل عودتي عودة عكا
فالزيداني أتقن و أحكم حصونها الأبية
و ولى نابليون الدبر و ذاق حرقة الهزيمة
حين تحطمت أحلامه على أسوارها
و أيقن عدم اللقاء
سجين انا يا أمي و من حبال صبرك اشتدت أواصري ليأخذني حنيني إلى يافا و بيارات البرتقال الحزين
عهدا يا يافا ستمحو براءة التاريخ كل الآلام
فعودتنا هي الامال يا عروسا دنسها العدو
عهدا يا يافا طهرا و تطهرا على عاتقنا و سيحقق الرجاء
و نستعيد فردوسنا المفقود
و يزهر ربيع حيفا و الرملة و اللد و بيسان و الناصرة و طبريا و صفد
سجين أنا يا أمي و من ظلام غرفتي ستشرق شمس جنين لتضيء العتم
فمن رائحة البارود يُزف شهيد و يولد ألف جنين
و من رائحة الدم ينبعث الصمود ليوثق نيسان ٢٠٠٢ مجزرة جنين و حب الحياة من مخيم جنين و ميدانية أبو جندل و مدرسة أحمد ياسين لتبقى رمز الصالحين
و لنرفع راية النصر المبين
و لتشهد سجلات الخلود عن ثورة الأسود
و لتروي الحكايات ملحمة النضال و الصمود
أمام وابل المجازر و الهدم و الدمار بجنين و القدس و رام الله و الجليل و غزة و كل ربوع فلسطين
على عاتق الشرفاء و من منبع الثورة نهتف باسم كل شهيد
ترفرف روح القسام و خالد نزال و منتهى الحورائي و شهيدة الكلمة أبو عاقلة و غيرهم من شهدائنا الابرار نرصع تاج المجد و العزة و الشموخ
ليتواصل امتداد خضرة خطنا و يعانق مرج ابن عامر وصولا إلى قرية برقين فمرتفعاتها دلالة رفعة و سمو و نخوة شعب مضطهد لسنين بإمضاء جنين نواة المقاومة حين دونت كتابا فحواه مستمد من بريق عيون الأطفال عصي معناه لا تفك رموزه الا بنبض أم ملتاعة شيعت بالزغاريد الجثمان