حلاوة السجود .. خاطرة للكاتبة: الزهرة العناق

يا من إذا أغلقت الحياة نوافذها
فتحت للقلوب مسارا نحو النور
يا من حين يتكسر العمر
في يد الرجاء
و تجف فينا الأماني
التي كنا نؤمن بها
لتبقى وحدك يا الله
الواحد الجبار
السميع البصير
الذي لا يغفل ولا ينام
و لا يخذل عبدا قال يا الله
نأتيك لا نحمل شيئا
سوى أرواحنا المستنزفة
نتوضأ بالخذلان
و نحمل في أعيننا صمتا
يشبه الحنين لأمان قديم
نحني رؤوسنا، لا خضوعا للحزن
بل لأنك وحدك أنت،
تعلم ما في الصدور
و تحنو على عبدك الضعيف المقهور
يا واسع الرحمة قبل أن تضيق الصدور
يا مالك الملك، ذو العرش العظيم
هب لنا يقينا لا تخلخله العتمة
وسكينة تشبه دفء غيم
مر فوق أرض قاحلة
فأنبتت بها ابتسامة
علمنا يا الله
كيف لا نخاف من غد غامض
وأنت خالقه
وكيف لا نحزن على ما فات
وأنت أرحم من كل فقد.
و اجعلنا يارب
نراك في ملامح العابرين
وفي جفن دمعة،
وفي آخر حدود الانتظار.
يا من لا يقفل بابه،
ولا يخيب ظن من لجأ إليه
اجعلنا يا الله من الذين
كلما ضلت خطاهم
عادت تسجد في محرابك
فتقوم و فيها حياة